انقسام قضاة المحكمة العليا في الهند بشأن قضية الحجاب في المدارس

{title}
صوت الحق - فشلت المحكمة العليا في الهند في إصدار حكم بشأن ما إذا كان بإمكان الطالبات المسلمات ارتداء الحجاب في المدارس والكليات، حيث عبر قاضيان عن وجهات نظر متعارضة.

وأيد أحد القضاة أمر محكمة كارناتاكا العليا الصادر في مارس/ آذار والذي يشير الى أن الحجاب ليس “ضرورياً” بالدين الإسلامي.

وقالت الأخرى إن قرار المحكمة العليا كان خاطئاً وأن ارتداء الحجاب هو مسألة خيار.

وكان من المتوقع أن يتوج الحكم نقاشاً انقسامياً استمر 10 أشهر في الهند.

لكن تطور يوم الخميس يعني أن الجدل حول الحجاب سيستمر في استهلاك الرأي العام الهندي والقضاء، نظراً لأن القضاة لم يتمكنوا من الاتفاق على قرار، فقد طلبوا الآن من رئيس المحكمة العليا في الهند إحالة القضية إلى هيئة قضائية أكبر.

ما هي الجبهة الشعبية للهند؟ ولماذا حظرتها الهند؟
الحجاب في مدارس العراق: #لا_للتحجيب_القسري حملة إلكترونية ضد فرض الحجاب على التلميذات
المسلمون في الهند: لماذا تصاعد خطاب الكراهية ضدهم؟
الاغتصاب في الهند: “عذاب رؤية مغتصبيك أحرارا يُستقبلون كالأبطال”
قصص مقترحة نهاية

الحجاب في الهند: نساء يرفضن تنميط المرأة المحجبة واعتبارها مقموعة

الحجاب: كيف أدى منع طالبات يرتدينه من دخول فصولهن في الهند إلى مظاهرات حاشدة؟

وكان قرار القاضي هيمانت غوبتا، الذي ترأس الهيئة المكونة من قاضيين، لتأييد أمر المحكمة العليا متوقعاً على نطاق واسع. وخلال جلسة الاستماع، تصدرت بعض تعليقاته عناوين الصحف، فقد قال لمحامٍ يدافع عن الحق في ارتداء الحجاب: “لا يمكنك أن تأخذ الأمر إلى غايات غير منطقية” وسأله عما إذا كان “الحق في ارتدائه سيشمل الحق في خلعه أيضاً؟”.

لكن القاضي سودهانشو دوليا، القاضي الثاني، قال في أمره، إن المحكمة العليا اتخذت مساراً خاطئاً من خلال التركيز على ما إذا كان الحجاب ممارسة دينية أساسية أو أن ارتدائه كان “فقط مسألة اختيار، لا أكثر ولا أقل”.

وكان الخلاف بدأ في بداية العام في ولاية كارناتاكا الجنوبية، عندما منعت مدرسة ثانوية حكومية في منطقة أودوبي، ست فتيات مسلمات من ارتداء الحجاب في الصف.

ومن جهتها، قالت الكلية إنها طلبت من الطالبات خلع الحجاب داخل الفصل الدراسي فقط وأنه لا يزال بإمكانهن ارتدائه حول الحرم المدرسي. لكن الفتيات اللواتي ارتدين زي المدرسة، سترة فضفاضة مع بنطال وشال، قلن أنه يجب السماح لهن أيضاً بتغطية شعرهن في الصف لأن لديهن “عدد من المعلمين الذكور”.

وبعد أن احتجت الطالبات المراهقات على الحظر، بدأت الطالبات الهندوسيات في الظهور وهن يرتدين أوشحة بلون الزعفران، وهو اللون المرتبط بالديانة الهندوسية، وأدلت الجماعات اليمينية من كلا الجانبين بتصريحات استفزازية. كما نظمت طالبات هندوسيات يرتدين أوشحة بلون الزعفران، احتجاجات في ولايات أخرى. وخوفاً من العنف، أغلقت حكومة ولاية كارناتاكا المدارس الثانوية والكليات لبضعة أيام.

ثم طعنت المتظاهرات المسلمات في قرار الحظر أمام المحكمة، قائلات إنه تمييزي ويتعارض مع حقهن في حرية التعبير والاعتقاد. وقلن إن دستور الهند يمنحهن الحق في ارتداء الملابس التي يريدونها وإن إيمانهن يتطلب منهن تغطية رؤوسهن.

وجادلت الحكومة من جهتها، بأن لدى الدولة الحق في تحديد الزي المدرسي والجامعي، كما شككت في ادعاءاتهن بأن الحجاب ضروري في دينهن.

ووافقت المحكمة على أن للحكومة الحق في وصف الزي الرسمي للطلاب ومنعت الفتيات المحجبات من دخول الفصول الدراسية.

واقتبست محكمة كارناتاكا العليا، التي أيدت قرار الاستئناف، من القرآن ونصوص دينية إسلامية أخرى تقول إن ارتداء الحجاب لم يكن ممارسة دينية أساسية وأن عدم ارتداء الحجاب لا يجعل أي شخص “آثما”.

وقد أدى الأمر بالعديد من المسلمات إلى ترك الصفوف وحتى امتحاناتهن، وأدى الخلاف أيضاً إلى انقسام الآراء، حيث يحكم ولاية كارناتاكا حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي.

ووصف النقاد الأمر بأنه محاولة أخرى لتهميش المسلمين، منذ أن تولى حزب بهاراتيا جاناتا، الهندوسي المتطرف، بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، السلطة في الهند في عام 2014.

وأثرت مالالا يوسفزاي، الحائزة على جائزة نوبل، والتي كانت في الخامسة عشرة من عمرها عندما نجت من هجوم شنه مقاتلو طالبان في باكستان لتحدثها عن حق الفتيات في التعليم، أيضاً في النقاش الدائر، ودعت قادة الهند إلى القيام بشيء “لوقف تهميش المسلمات”.

وتحظى قضية المحكمة في الهند باهتمام عالمي، لأنها تأتي في وقت تستمر فيه الاحتجاجات حول الحجاب في إيران، على الرغم من أن النساء هناك يقاتلن من أجل حقهن في عدم ارتداء الحجاب.