أضرار التدخين على الجهاز التنفسي
صوت الحق -
- تُمثّل مهمّة نقل الدّم الغنيّ بالأكسجين من الهواء الذي يدخل الجسم عن طريق التنفّس لجميع أجزاء الجسم وطرد غاز ثاني أُكسيد الكربون كمخلّفات عن طريق الزّفير الوظيفة الرئيسة للرئة، وعلى الرغم من أنّ جميع منتجات التبغ غير آمنةً بشكلٍ عام، إلّا أنّه يُمكن للتّدخين التأثير وإلحاق الضّرر بالرئة وعملها بشكل خاص عن طريق استخدام المُنتجات القابلة للاشتعال أو تلك يتمّ إشعالها باستخدام النّار كالسجائر،
حيث يؤدّي تدخين التبغ للتأثير على الجهاز التّنفسي كما يأتي:
حدوث تهيّج في الحنجرة أو صندوق الصوت والقصبة الهوائية أو ممر الهواء.
تقليل وظائف الرئة والتسبب بضيق التنفّس بسبب تضييق ممرات الهواء وانتفاخها وزيادة المُخاط في ممرات الرئة.
حدوث خلل في نظام تنقية أو تصفية الرئة الأمر الذي ينتج عنه تراكم المواد السّامة الأمر وبالتالي تهيّج وتلف الرئة.
حدوث ضرر أو تلف دائم للأكياس الهوائية في الرئتين.
ارتفاع خطر التعرّض للعدوى التي تُصيب الرئة وظهور الأعراض كالصفير والسعال.
التغييرات على الرئتين ومجرى الهواء
تؤدّي ممارسة عمليّة التدخين إلى إحداث بعض التغيّرات على مجرى الهواء والرئتين؛ وفيما يأتي ذِكر لها:
زيادة العدوى والمخاط: يؤدّي التّدخين إلى تقدّم عمر الرئتين بشكلٍ أسرعٍ بالإضافة إلى أنّه يُعيق قدرة أنظمة الدّفاع فيها على الحماية ضدّ العدوى، ولفهم آلية ذلك يجدر بيان أنّ التدخين يؤدّي لزيادة نموّ حجم وعدد الخلايا التي تُفرز المخاط في الرئتين ومجرى الهواء، بحيث يؤدّي ذلك إلى زيادة المخاط وسمكه بصورة لا تتمكّن فيها الرئتان من تنظيفه بشكل فعّال وبالتالي يبقى في مجاري الهواء ممّا يؤدّي إلى انسدادها ومعاناة المُدخّن من السّعال، كما يُعدّ هذا المُخاط الزائد عُرضة للعدوى.
تقليل تدفّق الهواء: يؤثّر التدخين في تدفّق الهواء ويُخفّض من مساحة تدفّق الهواء والأوعية الدمويّة في الرئتين الأمر الذي ينتج عنه تقليل كمية الأكسجين الواصلة لأجزاء حرجة من الجسم؛ وذلك نتيجةً لتسببه بتدمير الرئتين وأنسجتهما، كما أنّ التدخين يؤدّي إلى تهيّج الرئتين والمعاناة من السّعال حتّى في حالة تدخين سجارة واحدة أو اثنتين منه.
تقليل أهداب الرئة: بعد ثوانٍ قليلةٍ من إشعال سيجارة واحدة تتباطأ حركة الأهداب (بالإنجليزيّة: Cilia) في الرئة؛ وهي مكوّنات كالشعر تترتّب في الرئتين بشكل شبيه بالمكنسة وتُنظّفهما؛ حيث يؤدّي تدخين سيجارةً واحدةً لتقليل حركة هذه الأهداب لعدّة ساعات، وبشكل عام يؤدّي التدخين لتقليل أعداد هذه الأهداب بحيث يبقى هناك عدد قليل منها لتنظيف الرئة بالشكل المطلوب.
تندّب الرئتين: قد يُعاني المدخنون من الشعور بضيق الصّدر والصفير وضيق التنفّس؛ وذلك بسبب تعرّض مجاري الهواء الصغيرة والأنسجة في الرئتين للالتهاب، ويؤدّي استمرار هذا الالتهاب لتراكم الأنسجة المتندّبة؛ الأمر الذي يؤدّي بدوره لحدوث تغييرات في المجاري الهوائية والرئتين تُسبب صعوبةً في عملية التنفّس، كما أنّ تهيّج الرئتين لسنوات عدّة بسبب التدخين يُمكن أن يؤدّي إلى المعاناة من السعال والمخاط المزمنين.
تدمير الحويصلات الهوائيّة: يؤدّي التدخين لتدمير الحويصلات الهوائيّة (بالإنجليزيّة: Alveoli) أو الأكياس الهوائيّة الدقيقة التي تسمح بتبادل غاز الأكسجين في الرئتين، ويُمثّل تدمير هذه الحويصلات خسارة أو تدمير جزء من الرئة بشكلٍ دائمٍ وذلك بسبب عدم نموّها مجدداً.
أمراض الرئة
يؤدّي التدخين لتعريض الرّئة للعديد من الأمراض، ويُعدّ كلّ من مرضي السرطان والانسداد الرئويّ المزمن (بالإنجليزيّة: Chronic obstructive pulmonary disease) واختصاراً (COPD)؛ هما الأكثر شيوعاً بين الأمراض التي تُصيب الجهاز التنفسيّ بسبب التدخين،[٥] كما تمثّل الأمراض التي تُصيب الرئة كالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسّل (بالإنجليزيّة: Tuberculosis) السبب الكامن وراء ما نسبته أكثر من 40% من الوفيات المرتبطة بتدخين التّبغ؛ وذلك بحسب منظّمة الصحة العالمية،
وتجدر الإشارة إلى أنّه يجب مراجعة الطبيب في الحال في حالة ظهور أعراض تدل على الإصابة بمرض الرئة، كما يجدر العلم بأنّ أعراض أمراض الرئة المرتبطة بالتدخين قد تتشابه مع مشاكل القلب وحالات الرئة.
وتتعدد مخاطر عملية التدخين المرتبطة بالرئة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل فيما يأتي:
زيادة شدة نزلات البرد: يؤثّر التدخين في قدرة الجسم على مكافحة نزلات البرد نظرًا لأنّه يتسبّب في تدمير خلايا الرئتين، وحقيقةً يصاب المدخنون بهذه النزلات بصورة أكبر مقارنة بغير المدخنين، كما تكون الأعراض الظاهرة عليهم أكثر شدة ويستمرّ ظهورها لفترة أطول، لذا ينصح المصابون بنزلات البرد بعدم التدخين والابتعاد عن المدخنين أثناء الإصابة.
الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن: (بالإنجليزيّة: Chronic bronchitis) وهو التهاب مزمن أو طويل الأمد يُصيب مجاري الهواء الكبيرة أو الشعب الهوائية (بالإنجليزيّة: Bronchi)، ويُسبب سعالًا مخاطيًّأ وضيقًا في التنفّس لمدّة قد تطول لأسابيع أو أشهر، ويُعدّ هذا الالتهاب شكلاً من أشكال مرض الانسداد الرئويّ المزمن (COPD).
الإصابة بانتفاخ الرئة: (بالإنجليزيّة: Emphysema) يؤثّر هذا المرض في الحويصلات الهوائيّة في الرئة ويُسبب الإرهاق والسّعال وضيق التنفّس كما أنّه قد يؤدّي إلى الاكتئاب وفقدان الوزن ومشاكل القلب والنوم أيضاً، وكسابقه يُعدّ هذا المرض من أشكال مرض الانسداد الرئوي المزمن أيضًا.
الإصابة بسرطان الرئة: يُعد التدخين عامةً أو التدخين السّلبي من الأسباب الرئيسة المؤدية لسرطان الرئة الذي يُمثّل نموًا غير طبيعيّ للخلايا؛ ويؤدّي لنمو كتل أو أورام في الرئتين؛ وقد يبدأ ببطانة القصبات الهوائيّة أو قد يبدأ بأماكن أخرى من الرئة، وقد يُصاحب هذا المرض أعراضاً تتضمّن السعال، وضيق التنفّس، وألم الصدر، وعدوى الرئة المتكررة،
وانتفاخ الرقبة والوجه، وألمًا وضعفًا في العضلات والذراعين واليدين، وبحّة في الصوت، وبلغمًا دمويًّا أو صدئًا، وحمّى غير مفسّرة؛ ولكن في أغلب الأحيان لا تظهر هذه الأعراض إلى أن يتطوّر المرض.
الإصابة بأنواع أخرى من السرطان: يرفع التدخين من خطر الإصابة بسرطان الحلق والحنجرة والجيوب الأنفية والأنف وصندوق الصوت، كما أنّه قد يرفع خطر الإصابة أيضاً بالعديد من أنواع السرطان الأخرى كسرطان الجهاز التناسلي عند النساء، بالإضافة إلى سرطان الأمعاء وسرطان الجهاز البولي؛ لذلك يجب مراجعة الطبيب في الحال عند الإصابة بأيّ أعراض لأمرض الرئة.
الإصابة بالسل: يؤدّي التدخين لزيادة خطر الإصابة بمرض السّل الذي يؤدّي لتلف الرئة وتقليل وظيفتها، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية يُعاني ربع سكّان العالم من مرض السل الكامن (بالإنجليزيّة: Latent Tuberculosis) الأمر الذي يضعهم في خطر تطوير الشكّل النّشط منه، كما يرتفع خطر الإصابة بمرض السّل لدى الأشخاص المدخنين مرتين مقارنةً بالأشخاص غير المدخنين، ويزيد مرض السّل النّشط من خطر الإصابة بالإعاقة والوفاة بسبب فشل الجهاز التنفّسي بالإضافة للآثار الصحيّة التي يؤثّر به تلف الرئة على الجسم، ولذلك يوصى المدخنون المصابون بمرض السّل النشط بالإقلاع الفوريّ عن التدخين حتى يكون النظام العلاجي الخاص بهذا المرض فعّالاً.
مخاطر أخرى يؤثر بها التدخين عالرئتين
يُعد التّدخين مُضراً للأشخاص المصابين بالرّبو بشكلٍ خاصٍ علاوة على أنّه عادة غير صحيّة لجميع النّاس، فالأشخاص المصابون بالربو يُعانون من صعوبة في التنفّس نتيجةً لانتفاخ وتضييق المجاري الهوائيّة وامتلائها بالبلغم اللزج؛ وهي نفس الأعراض التي تنتج بسبب التدخين، ولذلك يُعاني المدخنون والمصابون بالرّبو من النوبات المتكررة والشديدة، كما يواجه الأطفال الذين يعانون من الرّبو ويعيشون في منازل يُوجد بها مدخنون ما يأتي:
التعرّض لنوبات الربو بشكلٍ أكبرٍ مقارنةً بالآخرين.
زيادة احتمالية الذهاب لغرفة الطوارئ نتيجةً لنوبات الربو الشديدة.
زيادة احتمالية التغيّب عن المدرسة بسبب مرض الربو.
صعوبة التحكّم بمرض الربو وإدراته باستخدام الدواء مقارنةً بالآخرين غير المعرّضين للتدخين.
على الرّغم من تعرّض الأطفال المصابين بالرّبو للعديد من المشاكل الصحيّة نتيجةً للتدخين السلبي، إلّا أنّه يُعد ضاراً للأطفال غير المصابين به أيضاً، ومن المرجح أن يرفع خطر إصابتهم بالأمراض؛ حيث يحتمل إصابتهم بعدوى الأذن الوسطى والجهاز التنفسي العلوي والالتهاب الرئوي أيضاً، كما يُمكن تعرّض هؤلاء الأطفال لمرض الربو حتّى وإن لم يكونوا يعانون من المشاكل التنفسية في حالة تعرّضهم عشرة سجائر يومياً،[١٠] كما يُعاني الأطفال الرضّع لانخفاض في نمو الرئة ونشاطها في حالة تدخين الأم أثناء حملها أو تعرّضها للتدخين السّلبي؛ لذلك يجب التأكّد من تجنّب التدخين في حضور الأطفال والرضّع.
تأثير الإقلاع عن التدخين على الرئة
تُعدّ الرئة أحد أجهزة التنقية في الجسم؛ حيث إنّها تأخذ الهواء من الغلاف الجوي وتُزوّد الدم بالأكسجين لينتشر عبر الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم، كما تتخلّص من غاز ثاني أكسيد الكربون منه، وبالتالي يتقاطع أو يتداخل تناول التدخين مع هذا التوازن الدقيق قي الجسم؛[١] لذلك يؤثّر الإقلاع عن التدخين إيجابياً على الجسم وصحته العامة؛ حيث ينخفض مستوى غاز أول أكسيد الكربون ويصل إلى معدلاته الطبيعية بعد 12 ساعة فقط من الإقلاع عن التدخين الأمر الذي يسمح بدوران كمية أكبر من الأكسجين لأعضاء الجسم، كما ينخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة في السنوات التي تلي الإقلاع عن التدخين أيضاً،[١١] وعلى الرّغم من أنّ الحماية المُثلى من التعرّض لسرطان الرئة هي عدم التدخين مطلقاً إلا أنّه كلما أسرع المدخنون في الإقلاع عن التدخين فإنّ الرئتان ستبدآن بالتعافي والتقليل من خطر الإصابة بالسرطان، كما يؤثّر الإقلاع عن التدخين إيجابياً على الجسم بعدة نواحٍ كما يأتي:
التقليل من خطر الإصابة بالسرطان: يُقلل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بالسرطانات كما يأتي:
التقليل من خطر الإصابة بسرطان الحنجرة في الحال.
التقليل من خطر الإصابة بسرطان الرئة للنصف بعد 10 سنوات من الإقلاع عنه.
التقليل من خطر الإصابة بسرطانات الحنجرة والفم للنصف بعد 5 سنوات من الإقلاع عنه.
إيقاف تلف الرئة: يوصى بالإقلاع عن التدخين قبل حدوث أضرار دائمة للرئة؛ حيث إنّه لا يُمكن عكس تأثير التندّب، ويُشار إلى أنّه يمكن ملاحظة سهولة صعود الدرج بسبب انخفاض المعاناة من ضيق التنفّس بعد أسبوعين فقط من الإقلاع عن التدخين.
منع انتفاخ الرئة: يحمي الإقلاع عن التدخين مبكراً من تعريض الأكياس الهوائية الدقيقة للتلف لمدة سنوات الأمر الذي يُساعد على حماية الشخص المُدخن تطوير مرض انتفاخ الرئة لاحقاً، ولكن بشكلٍ عامٍ لا يوجد علاج لهذا المرض.
إعادة أهداب الرئة: تتميّز أهداب الرئة بأنها من أجزاء الجسم الأولى التي تتعافى بعد الإقلاع عن التدخين؛ حيث إنها تنمو مجدداً وتعاود نشاطها الطبيعي بسرعة بعد ترك السجائر، وقد يلاحظ المدخنون في بعض الأحيان التعرض للسعال بشكلٍ أكبرٍ من المعتاد بعد الإقلاع عن التدخين وتعد هذه علامة على إعادة نموّ الأهداب، وبالمقابل إنّ عمل الأهداب بشكلٍ جيدٍ سيُسهم في مقاومة العدوى ونزلات البرد بشكلٍ أكبرٍ.
ولمعرفة المزيد عن طرق الإقلاع عن التدخين يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الإقلاع عن التدخين).
حيث يؤدّي تدخين التبغ للتأثير على الجهاز التّنفسي كما يأتي:
حدوث تهيّج في الحنجرة أو صندوق الصوت والقصبة الهوائية أو ممر الهواء.
تقليل وظائف الرئة والتسبب بضيق التنفّس بسبب تضييق ممرات الهواء وانتفاخها وزيادة المُخاط في ممرات الرئة.
حدوث خلل في نظام تنقية أو تصفية الرئة الأمر الذي ينتج عنه تراكم المواد السّامة الأمر وبالتالي تهيّج وتلف الرئة.
حدوث ضرر أو تلف دائم للأكياس الهوائية في الرئتين.
ارتفاع خطر التعرّض للعدوى التي تُصيب الرئة وظهور الأعراض كالصفير والسعال.
التغييرات على الرئتين ومجرى الهواء
تؤدّي ممارسة عمليّة التدخين إلى إحداث بعض التغيّرات على مجرى الهواء والرئتين؛ وفيما يأتي ذِكر لها:
زيادة العدوى والمخاط: يؤدّي التّدخين إلى تقدّم عمر الرئتين بشكلٍ أسرعٍ بالإضافة إلى أنّه يُعيق قدرة أنظمة الدّفاع فيها على الحماية ضدّ العدوى، ولفهم آلية ذلك يجدر بيان أنّ التدخين يؤدّي لزيادة نموّ حجم وعدد الخلايا التي تُفرز المخاط في الرئتين ومجرى الهواء، بحيث يؤدّي ذلك إلى زيادة المخاط وسمكه بصورة لا تتمكّن فيها الرئتان من تنظيفه بشكل فعّال وبالتالي يبقى في مجاري الهواء ممّا يؤدّي إلى انسدادها ومعاناة المُدخّن من السّعال، كما يُعدّ هذا المُخاط الزائد عُرضة للعدوى.
تقليل تدفّق الهواء: يؤثّر التدخين في تدفّق الهواء ويُخفّض من مساحة تدفّق الهواء والأوعية الدمويّة في الرئتين الأمر الذي ينتج عنه تقليل كمية الأكسجين الواصلة لأجزاء حرجة من الجسم؛ وذلك نتيجةً لتسببه بتدمير الرئتين وأنسجتهما، كما أنّ التدخين يؤدّي إلى تهيّج الرئتين والمعاناة من السّعال حتّى في حالة تدخين سجارة واحدة أو اثنتين منه.
تقليل أهداب الرئة: بعد ثوانٍ قليلةٍ من إشعال سيجارة واحدة تتباطأ حركة الأهداب (بالإنجليزيّة: Cilia) في الرئة؛ وهي مكوّنات كالشعر تترتّب في الرئتين بشكل شبيه بالمكنسة وتُنظّفهما؛ حيث يؤدّي تدخين سيجارةً واحدةً لتقليل حركة هذه الأهداب لعدّة ساعات، وبشكل عام يؤدّي التدخين لتقليل أعداد هذه الأهداب بحيث يبقى هناك عدد قليل منها لتنظيف الرئة بالشكل المطلوب.
تندّب الرئتين: قد يُعاني المدخنون من الشعور بضيق الصّدر والصفير وضيق التنفّس؛ وذلك بسبب تعرّض مجاري الهواء الصغيرة والأنسجة في الرئتين للالتهاب، ويؤدّي استمرار هذا الالتهاب لتراكم الأنسجة المتندّبة؛ الأمر الذي يؤدّي بدوره لحدوث تغييرات في المجاري الهوائية والرئتين تُسبب صعوبةً في عملية التنفّس، كما أنّ تهيّج الرئتين لسنوات عدّة بسبب التدخين يُمكن أن يؤدّي إلى المعاناة من السعال والمخاط المزمنين.
تدمير الحويصلات الهوائيّة: يؤدّي التدخين لتدمير الحويصلات الهوائيّة (بالإنجليزيّة: Alveoli) أو الأكياس الهوائيّة الدقيقة التي تسمح بتبادل غاز الأكسجين في الرئتين، ويُمثّل تدمير هذه الحويصلات خسارة أو تدمير جزء من الرئة بشكلٍ دائمٍ وذلك بسبب عدم نموّها مجدداً.
أمراض الرئة
يؤدّي التدخين لتعريض الرّئة للعديد من الأمراض، ويُعدّ كلّ من مرضي السرطان والانسداد الرئويّ المزمن (بالإنجليزيّة: Chronic obstructive pulmonary disease) واختصاراً (COPD)؛ هما الأكثر شيوعاً بين الأمراض التي تُصيب الجهاز التنفسيّ بسبب التدخين،[٥] كما تمثّل الأمراض التي تُصيب الرئة كالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسّل (بالإنجليزيّة: Tuberculosis) السبب الكامن وراء ما نسبته أكثر من 40% من الوفيات المرتبطة بتدخين التّبغ؛ وذلك بحسب منظّمة الصحة العالمية،
وتجدر الإشارة إلى أنّه يجب مراجعة الطبيب في الحال في حالة ظهور أعراض تدل على الإصابة بمرض الرئة، كما يجدر العلم بأنّ أعراض أمراض الرئة المرتبطة بالتدخين قد تتشابه مع مشاكل القلب وحالات الرئة.
وتتعدد مخاطر عملية التدخين المرتبطة بالرئة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل فيما يأتي:
زيادة شدة نزلات البرد: يؤثّر التدخين في قدرة الجسم على مكافحة نزلات البرد نظرًا لأنّه يتسبّب في تدمير خلايا الرئتين، وحقيقةً يصاب المدخنون بهذه النزلات بصورة أكبر مقارنة بغير المدخنين، كما تكون الأعراض الظاهرة عليهم أكثر شدة ويستمرّ ظهورها لفترة أطول، لذا ينصح المصابون بنزلات البرد بعدم التدخين والابتعاد عن المدخنين أثناء الإصابة.
الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن: (بالإنجليزيّة: Chronic bronchitis) وهو التهاب مزمن أو طويل الأمد يُصيب مجاري الهواء الكبيرة أو الشعب الهوائية (بالإنجليزيّة: Bronchi)، ويُسبب سعالًا مخاطيًّأ وضيقًا في التنفّس لمدّة قد تطول لأسابيع أو أشهر، ويُعدّ هذا الالتهاب شكلاً من أشكال مرض الانسداد الرئويّ المزمن (COPD).
الإصابة بانتفاخ الرئة: (بالإنجليزيّة: Emphysema) يؤثّر هذا المرض في الحويصلات الهوائيّة في الرئة ويُسبب الإرهاق والسّعال وضيق التنفّس كما أنّه قد يؤدّي إلى الاكتئاب وفقدان الوزن ومشاكل القلب والنوم أيضاً، وكسابقه يُعدّ هذا المرض من أشكال مرض الانسداد الرئوي المزمن أيضًا.
الإصابة بسرطان الرئة: يُعد التدخين عامةً أو التدخين السّلبي من الأسباب الرئيسة المؤدية لسرطان الرئة الذي يُمثّل نموًا غير طبيعيّ للخلايا؛ ويؤدّي لنمو كتل أو أورام في الرئتين؛ وقد يبدأ ببطانة القصبات الهوائيّة أو قد يبدأ بأماكن أخرى من الرئة، وقد يُصاحب هذا المرض أعراضاً تتضمّن السعال، وضيق التنفّس، وألم الصدر، وعدوى الرئة المتكررة،
وانتفاخ الرقبة والوجه، وألمًا وضعفًا في العضلات والذراعين واليدين، وبحّة في الصوت، وبلغمًا دمويًّا أو صدئًا، وحمّى غير مفسّرة؛ ولكن في أغلب الأحيان لا تظهر هذه الأعراض إلى أن يتطوّر المرض.
الإصابة بأنواع أخرى من السرطان: يرفع التدخين من خطر الإصابة بسرطان الحلق والحنجرة والجيوب الأنفية والأنف وصندوق الصوت، كما أنّه قد يرفع خطر الإصابة أيضاً بالعديد من أنواع السرطان الأخرى كسرطان الجهاز التناسلي عند النساء، بالإضافة إلى سرطان الأمعاء وسرطان الجهاز البولي؛ لذلك يجب مراجعة الطبيب في الحال عند الإصابة بأيّ أعراض لأمرض الرئة.
الإصابة بالسل: يؤدّي التدخين لزيادة خطر الإصابة بمرض السّل الذي يؤدّي لتلف الرئة وتقليل وظيفتها، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية يُعاني ربع سكّان العالم من مرض السل الكامن (بالإنجليزيّة: Latent Tuberculosis) الأمر الذي يضعهم في خطر تطوير الشكّل النّشط منه، كما يرتفع خطر الإصابة بمرض السّل لدى الأشخاص المدخنين مرتين مقارنةً بالأشخاص غير المدخنين، ويزيد مرض السّل النّشط من خطر الإصابة بالإعاقة والوفاة بسبب فشل الجهاز التنفّسي بالإضافة للآثار الصحيّة التي يؤثّر به تلف الرئة على الجسم، ولذلك يوصى المدخنون المصابون بمرض السّل النشط بالإقلاع الفوريّ عن التدخين حتى يكون النظام العلاجي الخاص بهذا المرض فعّالاً.
مخاطر أخرى يؤثر بها التدخين عالرئتين
يُعد التّدخين مُضراً للأشخاص المصابين بالرّبو بشكلٍ خاصٍ علاوة على أنّه عادة غير صحيّة لجميع النّاس، فالأشخاص المصابون بالربو يُعانون من صعوبة في التنفّس نتيجةً لانتفاخ وتضييق المجاري الهوائيّة وامتلائها بالبلغم اللزج؛ وهي نفس الأعراض التي تنتج بسبب التدخين، ولذلك يُعاني المدخنون والمصابون بالرّبو من النوبات المتكررة والشديدة، كما يواجه الأطفال الذين يعانون من الرّبو ويعيشون في منازل يُوجد بها مدخنون ما يأتي:
التعرّض لنوبات الربو بشكلٍ أكبرٍ مقارنةً بالآخرين.
زيادة احتمالية الذهاب لغرفة الطوارئ نتيجةً لنوبات الربو الشديدة.
زيادة احتمالية التغيّب عن المدرسة بسبب مرض الربو.
صعوبة التحكّم بمرض الربو وإدراته باستخدام الدواء مقارنةً بالآخرين غير المعرّضين للتدخين.
على الرّغم من تعرّض الأطفال المصابين بالرّبو للعديد من المشاكل الصحيّة نتيجةً للتدخين السلبي، إلّا أنّه يُعد ضاراً للأطفال غير المصابين به أيضاً، ومن المرجح أن يرفع خطر إصابتهم بالأمراض؛ حيث يحتمل إصابتهم بعدوى الأذن الوسطى والجهاز التنفسي العلوي والالتهاب الرئوي أيضاً، كما يُمكن تعرّض هؤلاء الأطفال لمرض الربو حتّى وإن لم يكونوا يعانون من المشاكل التنفسية في حالة تعرّضهم عشرة سجائر يومياً،[١٠] كما يُعاني الأطفال الرضّع لانخفاض في نمو الرئة ونشاطها في حالة تدخين الأم أثناء حملها أو تعرّضها للتدخين السّلبي؛ لذلك يجب التأكّد من تجنّب التدخين في حضور الأطفال والرضّع.
تأثير الإقلاع عن التدخين على الرئة
تُعدّ الرئة أحد أجهزة التنقية في الجسم؛ حيث إنّها تأخذ الهواء من الغلاف الجوي وتُزوّد الدم بالأكسجين لينتشر عبر الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم، كما تتخلّص من غاز ثاني أكسيد الكربون منه، وبالتالي يتقاطع أو يتداخل تناول التدخين مع هذا التوازن الدقيق قي الجسم؛[١] لذلك يؤثّر الإقلاع عن التدخين إيجابياً على الجسم وصحته العامة؛ حيث ينخفض مستوى غاز أول أكسيد الكربون ويصل إلى معدلاته الطبيعية بعد 12 ساعة فقط من الإقلاع عن التدخين الأمر الذي يسمح بدوران كمية أكبر من الأكسجين لأعضاء الجسم، كما ينخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة في السنوات التي تلي الإقلاع عن التدخين أيضاً،[١١] وعلى الرّغم من أنّ الحماية المُثلى من التعرّض لسرطان الرئة هي عدم التدخين مطلقاً إلا أنّه كلما أسرع المدخنون في الإقلاع عن التدخين فإنّ الرئتان ستبدآن بالتعافي والتقليل من خطر الإصابة بالسرطان، كما يؤثّر الإقلاع عن التدخين إيجابياً على الجسم بعدة نواحٍ كما يأتي:
التقليل من خطر الإصابة بالسرطان: يُقلل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بالسرطانات كما يأتي:
التقليل من خطر الإصابة بسرطان الحنجرة في الحال.
التقليل من خطر الإصابة بسرطان الرئة للنصف بعد 10 سنوات من الإقلاع عنه.
التقليل من خطر الإصابة بسرطانات الحنجرة والفم للنصف بعد 5 سنوات من الإقلاع عنه.
إيقاف تلف الرئة: يوصى بالإقلاع عن التدخين قبل حدوث أضرار دائمة للرئة؛ حيث إنّه لا يُمكن عكس تأثير التندّب، ويُشار إلى أنّه يمكن ملاحظة سهولة صعود الدرج بسبب انخفاض المعاناة من ضيق التنفّس بعد أسبوعين فقط من الإقلاع عن التدخين.
منع انتفاخ الرئة: يحمي الإقلاع عن التدخين مبكراً من تعريض الأكياس الهوائية الدقيقة للتلف لمدة سنوات الأمر الذي يُساعد على حماية الشخص المُدخن تطوير مرض انتفاخ الرئة لاحقاً، ولكن بشكلٍ عامٍ لا يوجد علاج لهذا المرض.
إعادة أهداب الرئة: تتميّز أهداب الرئة بأنها من أجزاء الجسم الأولى التي تتعافى بعد الإقلاع عن التدخين؛ حيث إنها تنمو مجدداً وتعاود نشاطها الطبيعي بسرعة بعد ترك السجائر، وقد يلاحظ المدخنون في بعض الأحيان التعرض للسعال بشكلٍ أكبرٍ من المعتاد بعد الإقلاع عن التدخين وتعد هذه علامة على إعادة نموّ الأهداب، وبالمقابل إنّ عمل الأهداب بشكلٍ جيدٍ سيُسهم في مقاومة العدوى ونزلات البرد بشكلٍ أكبرٍ.
ولمعرفة المزيد عن طرق الإقلاع عن التدخين يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الإقلاع عن التدخين).