المنشقات عن كوريا الشمالية .. رحلة الجنس الناعم لبلاد "اللبن والعسل"

{title}
صوت الحق - في بلد يُحكم بـ"الحديد والنار" نزعت الكوريات الشماليات رداء الخوف ليخضن رحلة الانشقاق إلى الجنوب أو دول الجوار دون النظر إلى الخلف.

تقرير حقوقي لكوريا الجنوبية كشف أن النساء شكلن 72% من إجمالي المنشقين الكوريين الشماليين الذين وصلوا إلى سول منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث تمثل لهم المحطة الأخيرة "بلاد اللبن والعسل".


لكن التقرير المقدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أزاح الستار عن مصاعب عديدة تواجهها الكوريات الشماليات الهاربات من بلادهن، حيث لم تصل العديد منهن إلى كوريا الجنوبية إلا بعد سنوات من تحمل مخاطر الاحتجاز والاتجار بالبشر والإعادة القسرية إلى الوطن والإجراءات الانتقامية.

وحذرت سول من حملات التعذيب والعقاب الوحشي "المرعبة والمحزنة" التي يتعرض لها المنشقون عن بيونج يانج، وفي مقدمتهم النساء، خاصة مع قيام عدة دول بإعادتهم قسريا لكوريا الشمالية.


وهذه ليست المرة الأولى التي تفتح كوريا الجنوبية ملف حقوق الإنسان للمنشقات من كوريا الشمالية أمام مجلس الأمن الدولي، فقد سبق وطرحت القضية في عام 2017.

"الحرية في كوريا الشمالية".. منظمة غير حكومية تساعد الكوريين الشماليين على الهروب من البلاد لكنها لم تتمكن في عام 2021 سوى من إنقاذ شخص واحد فقط.

لكن المنظمة تقول إنها جمعت أكثر من 4 ملايين دولار في عام 2021 -20% أكثر من 2020- وحولت الموارد لمساعدة أولئك الذين فروا بالفعل، ودعم أكثر من 300 لاجئ الذين أعيد توطينهم في كوريا الجنوبية ودول أخرى.

الفرار إلى كندا
إحدى رحلات الهروب التي يلجأ لها المنشقون الكوريون الشماليون هي "محطة كندا"، لكن السلطات هناك تقوم بترحيلهم مرة أخرى إلى كوريا الجنوبية، حيث يتضح أنهم حصلوا على جنسيتها.

ومنذ عام 2018، رحلت كندا 242 كوريا شماليا وهناك 512 آخرين في الطريق بعد أن تبين حصولهم على الجنسية الكورية الجنوبية قبل القدوم إلى أراضيها وهو ما يصعب حصولهم على صفة لاجئ.

وبعد رحلة مروعة عبر الأراضي الصينية قد يفاجئ بعد المنشقين بإعادتهم من كندا إلى كوريا الجنوبية، التي تدعي بدورها السيادة على شبه الجزيرة الكورية برمتها وتمنحهم جنسيتها.

وتلجأ بعض الكوريات الشماليات إلى السفر لكندا لعدم قدرتهن على التكيف مع نمط الحياة في كوريا الجنوبية، لكن هذه الخطوة تحرمهن من وضع "اللجوء" على الأراضي الكندية.

وعلى مدار سنوات طويلة، ارتفع عدد الهاربين من كوريا الشمالية إلى الجارة الجنوبية لـ33 ألفا، لكن معظمهم وصلوا إلى سول بعد المجاعة الكورية الشمالية الشهيرة التي وقعت خلال الفترة من 1994 إلى 1998.

وتسببت المجاعة الكورية الشمالية التي امتدت لأربع سنوات في مقتل ما لا يقل عن مليوني شخص، ودفعت البلاد إلى حافة الهاوية، وفقا لراديو آسيا الحرة.

لكن حسب "آسيا الحرة" فإن هؤلاء المنشقين وبعد هروبهم وقطعهم أكثر من ثلاثة آلاف ميل عبر الصين محاولين تجنب القبض عليهم والإعادة القسرية إلى الوطن والتعامل مع السماسرة من أجل استقلال طائرة متجهة إلى مطار إنتشون الدولي في سول فإنهم يصطدموا بأرض الجنوب.. لا لبن فيها ولا عسل كما توقعوا.