السُم أم العمر.. 10 أمور تجعل وفاة ياسر عرفات لغزاً
صوت الحق -
اللغز وراء وفاة ياسر عرفات ما زال يخضع للتحقيقات، فالنتائج النهائية غير مرضية للشعب الفلسطيني الذي يريد معرفة القاتل الحقيقي.
قائد وزعيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ناضل من أجل قضية بلاده ومنح الفلسطينين الحق في تقرير مصيرهم لأكثر من نصف قرن، ولذلك تظل وفاة ياسر عرفات تحمل تفاصيل غامضة لم يُفصح عنها بعد، رغم مرور ما يقرب من عقدين من الزمان، فما زالت القيادة الفلسطينية غير مقتنعة بسبب وفاته، ونشهد كل فترة معلومات جديدة تثير التساؤل.
في حي السكاكيني بالقاهرة، ولد محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني في 4 أغسطس 1929، وعاش بها مع أسرته حتى أنهى سنوات دراسته الجامعية، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية، انتقل بعدها إلى الكويت للعمل، ولكنه تعرف إلى صلاح خلف وخليل الوزير وآخرين وشكلوا معا حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
ساعدت حركة فتح على استعادة روح المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وظلت تنفذ العمليات العسكرية والهجوم على مواقع إسرائيلية، مرة في لبنان وأخرى في الأردن ومن داخل فلسطين، حتى قرر ياسر عرفات أن يستخدم الحلول السياسية ومبادرات السلام التي تضمن للشعب الفلسطيني استقلاله.
اتفاقية أوسلو
كانت اتفاقية أوسلو عام 1993 أولى خطوات ياسر عرفات للتوصل إلى حل للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وعليه عاد إلى الأراضي الفلسطينية وبقي في منطقة الضفة الغربية وقطاع غزة، وسادت حالة من الهدوء لفترة، خاصة بعد حصول ياسر عرفات وإسحاق رابين وشمعون بيريز بجائزة السلام، وتم انتخاب "أبو عمار" رئيسا للسلطة الفلسطينية.
لم تدم أجواء الهدوء كثيرا، بعد أن رفض ياسر عرفات أن يوقع اتفاقية لا تضم حدود 67 ومن ضمنها القدس الشرقية، ومعها بدأت الخلافات التي أيدتها الولايات المتحدة الأمريكية، واشتعلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، ومعها احتدم الصراع.
قبل وفاته في 2004، ظلّ ياسر عرفات محاصرا مع تداعيات الصراع العربي الإسرائيلي، ووقوع عمليات فدائية موسعة ضد الإسرائيلين، بداية من 29 مارس 2002 حين منعت القوات الإسرائيلية خروجه من منزله في رام الله، وتقتحمه أحيانا وتتراجع مرات، حتى تدهورت حالته الصحية بحلول أكتوبر 2004.
ومع فقدان قدرته على التحمل، نتيجة إصابته بمرض في الجهاز الهضمي، تم نقله إلى فرنسا، حيث مستشفى بيرسي العسكري، التي لقى به حتفه، دون توضيح عن السبب الحقيقي.
كيف مات ياسر عرفات؟
سؤال لم تقنعه الإجابة المعتادة، فبعد أن مات ياسر عرفات في مستشفى بيرسي العسكري في مدينة كلامار قرب باريس في 11 نوفمبر 2004 نتيجة تدهور حالته الصحية بعد حدوث جلطة ناتجة عن اضطراب في الدم، لكن الشعب الفلسطيني والعربي وقادة المقاومة الفلسطينية وكذلك عائلة ياسر عرفات لم يقنعوا بهذا التقرير، ومن وقتها وإلى الآن ظلت وفاته لغزا محيرا، بين أطراف تبحث عن جاني وجهات تؤكد "الوفاة طبيعية".
سبب وفاة ياسر عرفات الحقيقي
هناك علامات تظهر بين كل فترة وأخرى تشير إلى أن الشكوك تحيط بوفاة ياسر عرفات، وتوحي بأن الأمر مُدبر، وهي:
البداية من تقرير المستشفى التعليمي في فرنسا الذي لم يُفصح عن أية تفاصيل، واكتفى بان الوفاة طبيعية نتيجة تدهور الحالة الصحية لياسر عرفات.
اتهمت السلطات الفلسطينية إسرائيل بتدبير مقتل ياسر عرفات، وظلت المحاولات مستمرة للوصول إلى حل قضائي لفتح تحقيق حول القضية.
عينت السلطة الفلسطينية لجنة تحقيق في وفاة ياسر عرفات ضمت خبراء روس وفرنسيين وسويسريين، وأخذ الخبراء عينات من رفاته لتحليلها.
خلُصت لجنة التحقيق إلى أن "أبو عمار" لم يمت بسبب تقدم السن أو تداعيات المرض عام 2012، وأشار الخبارء السويسريين إلى وجود نسب عالية من مادة مشعة على ملابس ياسر عرفات وأدواته الشخصية، وتحديدا مادة البولونيوم 210.
اعتبر الخبراء الفرنسيون أن كميات البولونيوم المرتفعة طبيعية بسبب النشاط الإشعاعي الطبيعي بتربة ياسر عرفات.
أغلقت فرنسا التحقيق في دعوى تعرّض ياسر عرفات للاغتيال عن طريق السُم نهائيا عام 2015.
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ذكرى رحيل ياسر عرفات الـ 12 (عام 2016)، أنه يعرف القاتل الحقيقي، ولكنه سينتظر نتائج التحقيقات.
رفضت المحكمة الروربية لحقوق الإنسان في يوليو 2021 الدعوى التي تقدمت بها سها عرفات وزهوة عرفات ضد مجهولين تسببوا في مقتل الزعيم، وأكدت المحكمة نتائج التقرير الفرنسي لوفاة ياسر عرفات، التي اعتبرت الوفاة طبيعية.
أعلن حمد بن جاسم آل ثان، رئيس الوزراء القطري الأسبق، في تصريح صحفي في فبراير 2022، أن أشخاص مقربين من ياسر عرفات هم المسئولون عن قتله.
رد توفيق الطيراوي، رئيس لجنة التحقيق في وفاة ياسر عرفات، مؤكدا أن معرفة القاتل الحقيقي تخضع لتحقيقات مستمرة لم تنته، وأن معرفة القاتل الحقيقي لا يملكها أي شخص، ولكن بات التعرف عليه وشيك. ليبقى اللغز دون حل نهائي، وتستمر وفاة ياسر عرفات عُرضة للتأويل وتبادل الاتهامات.
جنازة ياسر عرفات
من باريس عشية ليلة الحادي عشر من نوفمبر 2004، انتقل جثمان ياسر عرفات إلى القاهرة بصحبة زوجته سها عرفات وابنته زهوة، تمت صلاة الجنازة في مسجد نادي الجلاء للقوات المسلحة في القاهرة يوم 12 نوفمبر، وأقيمت مراسم العزاء في القاهرة بحضور محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وقادة الفصائل الفلسطينية والقادة والحكام العرب.
أقيمت الجنازة العسكرية لياسر عرفات بشوارع القاهرة، واتجهت إلى قاعدة ألماظة الجوية، ومنها إلى العريش ثم رام الله، حيث تشهد المدينة جنازة شعبية، تم دفنه بعدها.
قبر ياسر عرفات
رغم أنه أوصى بدفنه في القدس، ومع ظروف وفاته التي شهدت كثير من الظروف الأمنية، تم دفن ياسر عرفات على الفور في مدفن مؤقت برام الله، الذي ظل دائما حتى الآن، فصار مزارا ووجهة يرتبط بها الفلسطينيون والعرب المنشغلون بتحرير الأرض.
قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات
استلهم ياسر عرفات اسمه وشهرته من الصحابي عمار بن ياسر، فصارت كُنيته "أبو عمار"، ومنح نفسه اسم "ياسر"، بيما نال عدد من الألقاب من بينها "الختيار". رحل قائدا مخلصا لفلسطين وقضيتها التي ما زالت عالقة وأهلها يعيشون معاناة يومية.
قائد وزعيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ناضل من أجل قضية بلاده ومنح الفلسطينين الحق في تقرير مصيرهم لأكثر من نصف قرن، ولذلك تظل وفاة ياسر عرفات تحمل تفاصيل غامضة لم يُفصح عنها بعد، رغم مرور ما يقرب من عقدين من الزمان، فما زالت القيادة الفلسطينية غير مقتنعة بسبب وفاته، ونشهد كل فترة معلومات جديدة تثير التساؤل.
في حي السكاكيني بالقاهرة، ولد محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني في 4 أغسطس 1929، وعاش بها مع أسرته حتى أنهى سنوات دراسته الجامعية، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية، انتقل بعدها إلى الكويت للعمل، ولكنه تعرف إلى صلاح خلف وخليل الوزير وآخرين وشكلوا معا حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
ساعدت حركة فتح على استعادة روح المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وظلت تنفذ العمليات العسكرية والهجوم على مواقع إسرائيلية، مرة في لبنان وأخرى في الأردن ومن داخل فلسطين، حتى قرر ياسر عرفات أن يستخدم الحلول السياسية ومبادرات السلام التي تضمن للشعب الفلسطيني استقلاله.
اتفاقية أوسلو
كانت اتفاقية أوسلو عام 1993 أولى خطوات ياسر عرفات للتوصل إلى حل للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وعليه عاد إلى الأراضي الفلسطينية وبقي في منطقة الضفة الغربية وقطاع غزة، وسادت حالة من الهدوء لفترة، خاصة بعد حصول ياسر عرفات وإسحاق رابين وشمعون بيريز بجائزة السلام، وتم انتخاب "أبو عمار" رئيسا للسلطة الفلسطينية.
لم تدم أجواء الهدوء كثيرا، بعد أن رفض ياسر عرفات أن يوقع اتفاقية لا تضم حدود 67 ومن ضمنها القدس الشرقية، ومعها بدأت الخلافات التي أيدتها الولايات المتحدة الأمريكية، واشتعلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، ومعها احتدم الصراع.
قبل وفاته في 2004، ظلّ ياسر عرفات محاصرا مع تداعيات الصراع العربي الإسرائيلي، ووقوع عمليات فدائية موسعة ضد الإسرائيلين، بداية من 29 مارس 2002 حين منعت القوات الإسرائيلية خروجه من منزله في رام الله، وتقتحمه أحيانا وتتراجع مرات، حتى تدهورت حالته الصحية بحلول أكتوبر 2004.
ومع فقدان قدرته على التحمل، نتيجة إصابته بمرض في الجهاز الهضمي، تم نقله إلى فرنسا، حيث مستشفى بيرسي العسكري، التي لقى به حتفه، دون توضيح عن السبب الحقيقي.
كيف مات ياسر عرفات؟
سؤال لم تقنعه الإجابة المعتادة، فبعد أن مات ياسر عرفات في مستشفى بيرسي العسكري في مدينة كلامار قرب باريس في 11 نوفمبر 2004 نتيجة تدهور حالته الصحية بعد حدوث جلطة ناتجة عن اضطراب في الدم، لكن الشعب الفلسطيني والعربي وقادة المقاومة الفلسطينية وكذلك عائلة ياسر عرفات لم يقنعوا بهذا التقرير، ومن وقتها وإلى الآن ظلت وفاته لغزا محيرا، بين أطراف تبحث عن جاني وجهات تؤكد "الوفاة طبيعية".
سبب وفاة ياسر عرفات الحقيقي
هناك علامات تظهر بين كل فترة وأخرى تشير إلى أن الشكوك تحيط بوفاة ياسر عرفات، وتوحي بأن الأمر مُدبر، وهي:
البداية من تقرير المستشفى التعليمي في فرنسا الذي لم يُفصح عن أية تفاصيل، واكتفى بان الوفاة طبيعية نتيجة تدهور الحالة الصحية لياسر عرفات.
اتهمت السلطات الفلسطينية إسرائيل بتدبير مقتل ياسر عرفات، وظلت المحاولات مستمرة للوصول إلى حل قضائي لفتح تحقيق حول القضية.
عينت السلطة الفلسطينية لجنة تحقيق في وفاة ياسر عرفات ضمت خبراء روس وفرنسيين وسويسريين، وأخذ الخبراء عينات من رفاته لتحليلها.
خلُصت لجنة التحقيق إلى أن "أبو عمار" لم يمت بسبب تقدم السن أو تداعيات المرض عام 2012، وأشار الخبارء السويسريين إلى وجود نسب عالية من مادة مشعة على ملابس ياسر عرفات وأدواته الشخصية، وتحديدا مادة البولونيوم 210.
اعتبر الخبراء الفرنسيون أن كميات البولونيوم المرتفعة طبيعية بسبب النشاط الإشعاعي الطبيعي بتربة ياسر عرفات.
أغلقت فرنسا التحقيق في دعوى تعرّض ياسر عرفات للاغتيال عن طريق السُم نهائيا عام 2015.
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ذكرى رحيل ياسر عرفات الـ 12 (عام 2016)، أنه يعرف القاتل الحقيقي، ولكنه سينتظر نتائج التحقيقات.
رفضت المحكمة الروربية لحقوق الإنسان في يوليو 2021 الدعوى التي تقدمت بها سها عرفات وزهوة عرفات ضد مجهولين تسببوا في مقتل الزعيم، وأكدت المحكمة نتائج التقرير الفرنسي لوفاة ياسر عرفات، التي اعتبرت الوفاة طبيعية.
أعلن حمد بن جاسم آل ثان، رئيس الوزراء القطري الأسبق، في تصريح صحفي في فبراير 2022، أن أشخاص مقربين من ياسر عرفات هم المسئولون عن قتله.
رد توفيق الطيراوي، رئيس لجنة التحقيق في وفاة ياسر عرفات، مؤكدا أن معرفة القاتل الحقيقي تخضع لتحقيقات مستمرة لم تنته، وأن معرفة القاتل الحقيقي لا يملكها أي شخص، ولكن بات التعرف عليه وشيك. ليبقى اللغز دون حل نهائي، وتستمر وفاة ياسر عرفات عُرضة للتأويل وتبادل الاتهامات.
جنازة ياسر عرفات
من باريس عشية ليلة الحادي عشر من نوفمبر 2004، انتقل جثمان ياسر عرفات إلى القاهرة بصحبة زوجته سها عرفات وابنته زهوة، تمت صلاة الجنازة في مسجد نادي الجلاء للقوات المسلحة في القاهرة يوم 12 نوفمبر، وأقيمت مراسم العزاء في القاهرة بحضور محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وقادة الفصائل الفلسطينية والقادة والحكام العرب.
أقيمت الجنازة العسكرية لياسر عرفات بشوارع القاهرة، واتجهت إلى قاعدة ألماظة الجوية، ومنها إلى العريش ثم رام الله، حيث تشهد المدينة جنازة شعبية، تم دفنه بعدها.
قبر ياسر عرفات
رغم أنه أوصى بدفنه في القدس، ومع ظروف وفاته التي شهدت كثير من الظروف الأمنية، تم دفن ياسر عرفات على الفور في مدفن مؤقت برام الله، الذي ظل دائما حتى الآن، فصار مزارا ووجهة يرتبط بها الفلسطينيون والعرب المنشغلون بتحرير الأرض.
قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات
استلهم ياسر عرفات اسمه وشهرته من الصحابي عمار بن ياسر، فصارت كُنيته "أبو عمار"، ومنح نفسه اسم "ياسر"، بيما نال عدد من الألقاب من بينها "الختيار". رحل قائدا مخلصا لفلسطين وقضيتها التي ما زالت عالقة وأهلها يعيشون معاناة يومية.