شتاء بارد في المملكة.. والمواطنون يحرقون "أي شيء" لتدفئة بيوتهم بعد قرار رفع المحروقات

{title}
صوت الحق -

محمد ملكاوي_وفي محاولة لمواجهة هذا الارتفاع الكبير والتضخم الاقتصادي، تحاول مبادرات خيرية والمجتمعية جاهدة لتدفئة الفقراء و سد الفراغ الذي سببته القرارات الحكومية برفع أسعار المحروقات





حيث تزامنة القرارات الحكومية مع بدأ درجات الحرارة في المملكة بالانخفاض، بينما أسعار المحروقات التي يستخدمها المواطنون لتدفئة بيوتهم في ارتفاع، ما حذا بالبعض إلى "إحراق" كل ما هو قابل للإشتعال من أجل الحصول على الدفء.

وتتلقى الجمعيات الخيرية واصحاب المبادرات والحملات الخيرية في الأردن عشرات الاتصالات يوميا، من أسر فقيرة لا تستطيع شراء الوقود للتدفئة في الشتاء البارد، وهذه الاتصالات تضاعفت خلال الأسابيع الأخيرة بعد أن رفعت الحكومة أسعار مادة "الكاز" بشكل كبير مما اصبح احدى الخيرات التدفئة الصعبة للأردنين .

وكانت الجمعيات الخيرية وبعض المبادرات والحملات الشتوية تقدم العون العام الماضي لآلاف من الأسر العفيفة و المحتاجة ضمن حملات متنوعة تشمل الاردنيين وغيرهم من الجنسيات العربية المقيمة في المملكة الاردنية لردع الشتاء البارد على الفقراء إلا أن هذا العدد تضاعف بطريقة مخيفة بعد ما قامت الحكومة الاردنية برفع سعر مادة الكاز .





وقالت الناشطة الاجتماعية مرام الخطيب لصوت الحق ولتي تعد احد ابرز منسقين المبادرات و الحملات الشتاء في العاصمة عمان ، انها تواجه هذا العام ازدياد ملحوظ لعدد الاسر العفيفة العاجزة عن تلبية اقل متطلبات الحياة الكريمة لاطفالهم وهي الدفئ والسلامة في بيوتهم ،وتراجع واضح للداعمين واصحاب الايادي البيضاء لهذه الحملات نتيجة الاوضاع الإقتصادية الصعبة .





واكدت الخطيب ان للان ما زالت تردها ومنذ المنخفض الاول عدد كبير من الاتصالات من العائلات العفيفة تستغيث لتأمينها بالقليل من الدفئ والكاز والبعض يناشد لتوفير الملابس والغطاء الدافئ لاطفاله وعائلته





بينما اكدت رئيسة جمعية انوار الحمد لرفادة السيدة رويدا العودات انها تعاني من ارتفاع ملحوظ منذ بداية المنخفضات الجوية في لواء بني كنانة بمحافظة اربد حيث سجلت لديها العام الماضي" 150" اسرة بينما سجل للآن في كشوفات الرسمية لجمعية اكثر من 350 اسره عفيفة حتى اللحظة والعدد ما زال في تزايد





يقول مدير المشاريع في جمعية "باب الخير"، سعيد الفيضي ارتفاع أسعار الكاز مقارنة مع الماضي فاقم العبء على الأسر المحتاجة وعلى الجمعيات التي تقدم العون، أصبحنا نستقبل طلبات للمساعدة بشكل أكبر".

ولا يقتصر الأمر على جمعية "باب الخير"، إذ أنه للعام الثاني تقوم "تكية أم علي" المتخصصة في مكافحة الجوع بتوزيع مادة الكاز على الأسر المحتاجة المنضوية تحت خدماتها وعددها 20 ألف أسرة.





وتحاول للعام الثاني على توالي المجموعة الشبابية الذي اطلقوا على انفسهم "نشامى 911 " لاعتزازهم وفخرهم واقتدائهم بنشامى الامن العام لما قدموه من تضحيات ودورهم في اسناد المجتمع الاردني، بأن يعملوا على توفير مركبات دفع الرباعي وتوزيع مادة الخبز والكاز والاغطية الدافئة وغيره من المستلزمات خلال فصل الشتاء و بمختلف الطرق في سبيل مواجهة البرد القارص الذي ينتظر العائلات الاردنية العفيفة .





وقالت الناشطة الاجتماعيه ورئيسة التجمع الوطني لناشطين السيدة هيام طوالبة ان فصل الشتاء قد بدأ وبدأت معه معاناة العائلات الفقيرة بين توفير قوت يومهم أو العلاج لأطفالهم
أتى فصل الشتاء ليكشف معاناتهم وقلة حيلتهم وعدم مقدرتهم على تأمين مصادر دفء تبعد عنهم البرد والمرض بسبب ارتفاع اسعار المحروقات والغلاء الذي اصبح يلازم المواطن الأردني فمنهم من لا يملك ثمن الغاز أوالكاز... ومنهم من ليس لديه وسيلة دفء أصلا، والمؤسسات الحكومية الاجتماعية في تغيب وسبات عميق عن ما يحدث للاردنيين الذين تجاوز حد الفقر لديهم مستوى الصفر .