أهلا شهر الخير والبركة والعطاء

{title}
صوت الحق - نستقبل اليوم شهر رمضان المبارك ومعنا كل الأُمة الإسلامية لنلتقي جميعا في مدرسة موحدة بعواطفها ومشاعرها وعباداتها، بل وحتى في مظاهر حياتها اليومية.

ترتدي المملكة في هذا الشهر وشاحا روحيا زاهيا تجد مظاهره المشتركة في البيوت والشوارع والمساجد والمحافل الدينية والعلمية والثقافية..
رمضان المبارك أعظم فرصة لشدّ المسلمين في كل أرجاء العالم برباط روحي وعاطفي وفكري يجعلهم جميعا يستشعرون روح الاخوّة الإسلامية، ومعنى الرابطة الإيمانية.

هذه الفرصة العظيمة وفرها رب العالمين للأمة الخاتمة، مثل سائر الفرص العبادية العظيمة، أما مقدار استفادة الأُمة من هذه الفرصة فيتوقف على درجة وعيها ويقظتها.

لقد مرت أشهر رمضان في قروننا الأخيرة على المسلمين ومرت أمثالها من فرص التوعية والتعبئة، وجراح العالم الإسلامي لا تزال تنزف، ومواقع الأُمة المسلمة على الساحة العالمية في تراجع مستمر والتمزق يزداد في الاتساع..

إذن لم يؤدّ شهر رمضان دوره كما أراده الله في التعبئة وفي تعميق الهوية وفي شد الأُمة المسلمة من المحيط إلى المحيط. والمطلوب إذن من كل المسؤولين وحماة الإسلام ودعاة الصحوة الإسلامية وروّاد التقريب أن يعقدوا العزم على التعاون والتنسيق لتقريب شهر رمضان من الصورة التي رسمتها لنا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في هذا الشهر..

هذا شهر الصوم ومدرسة الصوم تصعد الإرادة وتخلق التعاطف والمسلمون أحوج ما يكونون اليوم إلى إرادة تنتشلهم من الهزيمة النفسية ومن الإحساس بالضعف والهزال، وأحوج ما يكونون إلى تعاطف يؤدي إلى تكافل ومواساة بين أبناء الأُمة المسلمة.

وهو شهر القرآن والقرآن منهج حياتنا ومربي نفوسنا ورمز عزتنا وهويتنا ووحدتنا.

رمضان شهر انتصارات الإسلام في حقول الجهادين الأكبر والأصغر وما أحوجنا إلى تسجيل تلك الانتصارات في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها عالمنا العربي والإسلامي..

إنه شهر «الله» سبحانه وتعالى والمسلمون بحاجة إلى عودة حقيقية إلى الله، لينفضوا عنهم غبار الكسل والعادة والتقاعس والهزيمة، ويتّجهوا إلى العزيز الحكيم العليم القوي فهو السبيل الوحيد لعزتهم وكرامتهم وقوتهم ووحدتهم.

ثمة مظاهر مؤسفة تسود بعض بقاع العالم العربي في هذا الشهر ومنه بلدنا أيضا، تتنافى تماما مع أهداف هذا الشهر الكريم، مثل هبوط ساعات العمل، وزيادة ساعات البث التلفزيوني العابث في الليل، والانهماك في تنوع الأطعمة والاشربة، كما أنه من جانب آخر هناك تساهل أحيانا في تركيز مظاهر الشهر الكريم على الشارع المسلم، وهذه كلها هموم أخرى تضاف إلى هموم عدم استثمار فرصة هذا الشهر الكريم.

لنعمل جميعا على إحياء مدرسة الصوم في هذا الشهر الذي دعي فيه الناس لضيافة رب العالمين ، ففي إحيائه إحياء للأمة المسلمة بإذنه تعالى، وكل عام وأنتم وبلدنا ومليكنا وشعبنا بألف خير..