فلتغيثوا كرامة شعبنا ومن ثم التفتوا لشعوب العالم بأسره

{title}
صوت الحق -

بقلم :محمد ملكاوي





لا جدال في أن ما يجري اليوم في سوريا وتركيا هو كارثة حقيقية يتفطر لها قلب كل إنسان، إذ أصبح ثلث أطفال تلك المناطق المنكوبة بلا مأوى ولا رعاية.





واي صورة أبلغ من تلك الصور التي بثتها القنوات الأردنية لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، وتسبب بوفاة الآلاف وشرد الكثيرين.






لكن بين هذا وذاك... أين حكوماتنا عن المنكوبين والفقراء في بلدي أليست هناك المئات من العائلات الأردنية تنتظر بلهفة حفنة أرز وربطة خبز لتطعم صغارها؟






كما شاهدنا تقام الاجتماعات والحملات لدعم الدول الشقيقة والحليفة وتدفع المليارات من أجلهم...






أين هم الآن عن أطفالنا الذين يموتون جوعا وبردا في بلدي!
أين الحكومة ووعودها بالأيام الجميلة التي لم تأتي بعد أين مؤسسات المجتمع المدني...






عذرا أيتها الحكومة الموقرة... ألم تدفع الملايين من أجل مهرجانات العيد الوطني وحفلات الشاي فيه...
أليست إسرافا...





وقوله عز وجل: (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) [الإسراء: 26-27].





هل ما تقوم به الحكومة من توزيع للكوبونات التموينية من خلال النواب يهدف لإغاثة الفقراء ام القصد منها رفع شعبوية النائب امام قاعدته الانتاخبية والتي غالبآ ما ستوزع على الاقارب والمحاسيب ، على حساب المال العام لدولة .





لم يعد المواطن العادي في ثقافته وربما أقل من هذا المنسوب الثقافي ،يقتنع بإجابات غالبية المسؤولين والحلول والبرامج التي تقدمها الحكومة ،فلم ينتج عنها الا ارتفاع أعداد الأردنيين الذين يسقطون تحت خط الفقر "المطلق والمدقع" ، حيث نشهد يوم بعد يوم ارتفاع واضح بنسبة المتعثرين مالياً والذي يعد انعكاساً لحالة الفقر وتردي الأوضاع المعيشية في الأردن والتي ازدادت خلال السنوات الماضية بسبب عدم توفر العمل وارتفاع الأسعار وتآكل الدخول وزيادة متطلبات الأفراد والأسر للإنفاق على المجالات الأساسية كالصحة والتعليم والنقل والإنارة وغيرها.





حيث بات جزء كبير من الشعب الاردني يعتمد على القروض والأقساط، إذ تشكل الطبقة الوسطى نحو 80 بالمائة من إجمالي السكان. وحسب التقديرات، يبلغ عدد المقترضين الأردنيين الأفراد من البنوك حوالي 1.2 مليون مقترض وهو في ارتفاع مستمر.





و على الرغم من المبالغ الهائلة للمساعدات الخارجية التي تلقاها الأردن، والضرائب التي تفرضها الدولة على الشعب الاردني فإن "البلاد ما زال يعاني من وضع اقتصادي محرج ومؤشرات السكان الذين يعيشون في فقر ما زالت في ازدياد .





العديد من المنازل الغير صالحة للاستخدام ،واسقفها اوشكت على الانهيار في القرى والريف ومناطق الاغوار الشمالية وبعض الاحياء الشعبية ، لن تصدق للوهلة الاولى انها داخل المملكة ، وتحادث نفسك هل فعلآ هذا يحدث في بلدي !!!! فكيف لعائلة اردنية ان تسكن في منزل لا يوجد به حمام !!!..وكيف لعائلة اردنية اخرى ان تحافظ على حياة اطفالهم المرضى بجهاز التنفسي بدون كهرباء !!!!...وماذا نقول لاطفالنا لمن يفترشون الشوارع ليلآ ويلتحفون السماء في ذروة عصفها وشتاءها ؟؟؟





فلتغيثوا كرامة شعبنا ومن ثم التفتوا لشعوب العالم بأسره.