مخاطر تأجيل أقساط البنوك على المقترضين .. !

{title}
صوت الحق -

اكثم الخريشة - اعتاد الأردنيون أن تقوم البنوك بتأجيل أقساطها في شهر رمضان المبارك، وهو الأمر الذي يعتقد الجميع أنه يوفر سيولة تساهم في رفع القدرة الشرائية في الشهر الفضيل وهو إحدى أخطر الحلول المؤقتة التي يتم اللجوء اليها، ويتم اليوم المطالبة بها من كافة شرائح المجتمع.

الأمر يحتاج الى تفسير وتوضيح للجميع حتى لا يتم الوقوع في فخ "التأجيل"، ولعلنا أطلقنا لقب "الفخ" على هذا الامر لأنه من ناحية الأرقام يشكل فخا كبيرا فتأجيل قسط واحد لنهاية عمر القرض يعني أنه يتم احتساب فوائد المبلغ المؤجل حتى نهاية القرض وبحسب سعر الفائدة مضروبا بعدد الأشهر حتى السداد التام وهو ما يعني أن التأجيل يركب فوائد جديدة ستطيل من عمر القرض الزمني لذا قمنا بتسميته "فخا" ، فالمقترضون يرغبون بالخلاص من أقساطهم وليس زيادتها من خلال اللجوء الى حلول لا ترقى كونها "مسكنات" لا تسمن ولا تغني من جوع.

تأجيل الأقساط يعد حلا مؤقتا له سلبياته كما أسلفناها ، وأهمها قد يصل الامر لدى البعض الى التعثر مستقبلا وهو الامر الذي لا يرغبه أي من المقترضين ، فالعقلانية اليوم مطلوبة تحسبا من القادم.

يقع على الحكومة واجب توفر السيولة من خلال إنشاء مشاريع تساهم في تدوير العملة النقدية بين الناس، وهو ما يحتاج لسياسة مالية واقتصادية مختلفة وبعيدا عن الظروف المالية الصعبة التي تواجه العالم الآن إلا أنه مطلوب تحقيق نمو اقتصادي يساهم وبشكل دائم في حلحلة الواقع الاقتصادي للناس.

اليوم نحن بأمس الحاجة الى الابتعاد عن كافة أشكال "الفزعة" في حل المشكلات، والنظر اليها بواقعية وعقلانية والابتعاد عن القرارات غير المدروسة والتي تساهم في زيادة الأعباء وليس حل المشكلات ومنها تأجيل أقساط البنوك، فالجميع معني بهذا الملف سواء كان المقترض أو المساهم أو المودع فالجميع يحتاج للحلول ذات الجدوى وليس اللجوء الى أسهل الطرق والتي تزيد المشكلات وترّحل الأزمات الى أيام قادمة لا أحد يعرف كيف سيكون واقعها وخصوصا على صعيد توفر السيولة وارتفاع الأسعار.