قبل رمضان .. الأردنيون يجابهون غلاء الأسعار على الرغم من توفر السلع
صوت الحق -
ينتظر أحمد أبو ياسين (49 عاما) راتبه الشهري من وظيفته الحكومية بالأردن بفارغ الصبر كي يتسنى له شراء احتياجات أسرته لشهر رمضان الذي يبدأ نهاية هذا الأسبوع.
عادة ما يستعد الأردنيون لشهر رمضان قبل أسبوع من حلوله بالإقبال على الأسواق وشراء مستلزماتهم من الطعام والشراب أو ما يطلق عليه "مونة رمضان”، في شهر يمتاز بذروة الإنفاق وارتفاع الأسعار نتيجة الزيادة في الطلب.
ورغم معدلات التضخم المرتفعة، يتوقع التجار أن تتضاعف الحركة التجارية مع نهاية الأسبوع الحالي تزامنا مع صرف رواتب القطاع العام، إلى جانب التحضير "لطرود الخير” التي تقدمها الجمعيات الخيرية للأسر الفقيرة والمحتاجة.
ومع اقتراب شهر الصيام الذي يبدأ في نهاية الأسبوع تكثر المطالبات بمراقبة الأسواق من حيث المخزون وتوفر السلع المعروضة إلى جانب منع الاحتكار ورفع الأسعار.
وبحسب بيانات دائرة الإحصاءات العامة الأردنية فإن معدل التضخم في فبراير شباط الماضي ارتفع إلى 4.25 بالمئة على أساس سنوي.
ومقارنة مع الشهر السابق، ارتفع معدل التضخم 0.69 بالمئة.
يستورد الأردن نحو 80 بالمئة من غذائه وفقا للأرقام الرسمية، وبكلفة تتجاوز سنويا أربعة مليارات دولار.
ويقول محمد عبيدات رئيس جمعية حماية المستهلك لرويترز إن الجمعية قامت برصد أسعار السلع الأساسية
يتراوح سعر كيلو الدجاج من دينارين (2.8 دولار) إلى ثلاثة (4.2 دولار) حسب النوع.
وأضاف عبيدات "تلقينا خلال الفترة الماضية شكاوى تتعلق بارتفاع أسعار الدواجن، كونها مادة أساسية في أطباق الأردنيين في رمضان”، وطالب وزارة الصناعة والتجارة والتموين تكثيف الرقابة على كافة الأسواق.
ودعا عبيدات المواطنين إلى عدم التهافت على شراء السلع حتى لا يكونوا عرضة للاستغلال من قبل بعض التجار ممن يرفعون أسعارهم نتيجة زيادة الطلب.
بدوره يؤكد الناطق الرسمي باسم وزارة الصناعة والتجارة والتموين، ينال برماوي، أن الوزارة تدرس حاليا تحديد سقوف سعرية للدجاج خلال شهر رمضان لضمان عدم ارتفاع أسعاره.
ويضيف البرماوي لرويترز، أن الوزارة تقوم برقابة يومية للأسواق، ولاحظت أن أسعار السلع الغذائية محليا دخلت مرحلة التعافي بشكل عام من آثار وتداعيات الظروف الضاغطة التي عانى منها الاقتصاد مثل جائحة كورونا والظروف الجيوسياسية العالمية.
ويؤكد على أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، في تلك الظروف، أدت الى الحد من ارتفاع الأسعار عالميا على السوق المحلي والمحافظة على مخزون السلع واستقرار عمل سلاسل التوريد.
ويتوقع البرماوي أن تواصل أسعار السلع الانخفاض خلال الفترة المقبلة.
وقال نائب نقيب تجار المواد الغذائية خلدون العقاد لرويترز إن مخزون جميع السلع الأساسية متوفر لشهر رمضان، والتجار قاموا بالاستيراد قبل نحو شهر، والعرض يلبي مستويات الطلب.
ويبين العقاد أن أسعار المواد الغذائية تحافظ على استقرارها وليس هناك أي ارتفاعات، ولكن في أول أسبوع من كل رمضان تزداد أسعار المنتجات الطازجة كالخضر والدجاج واللحم والألبان، نتيجة زيادة الإقبال عليها.
ويؤكد على أن الحركة التجارية في المرحلة الحالية ليست نشيطة ولكن من المتوقع أن تزداد مع نهاية الأسبوع واستلام الرواتب الشهرية.
يقول أبو ياسين وهو رب أسرة من سبعة أفراد "أفضل شراء مونة رمضان قبل بدايته لأن التسوق خلال الشهر يكون أصعب نتيجة التزاحم واستغلال بعض التجار للموقف برفع الأسعار”.
ويضيف أن جميع أفراد عائلته يصومون الشهر باستثناء ابنته الصغيرة، ولذلك فإن راتبه لا يكفي بل يضطر للاستدانة حتى يلبي حاجاتهم وخاصة من اللحوم والدواجن والأرز، بالإضافة إلى إقامة ولائم "صلة الرحم” التي تزيد الأعباء.
ويشير أبو ياسين إلى أن رمضان يمثل بالنسبة له ولعديد من الأسر الأردنية شهر الإنفاق وزيادة الاستهلاك.
رويترز