الأحزاب تدخل ماراثون الانتخابات النيابية واستعدادات لافتة لبعضها وأخرى غير معنيّة !
صوت الحق -
من اللافت ؛ أنّ أحزابا بدأت الإستعداد بشكل جدّي للمشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة ، بغضّ النظر عن توقيت عقدها ، وهذا يدلّ على عمل كبير ستقوم به الأحزاب والتي يجدربها المشاركة في نصف عدد الدوائر الإنتخابية والبالغة ثمانية عشر دائرة على مستوى المملكة .
هذه الأحزاب شكّلت لجانا أو دوائر خاصة بالعملية الإنتخابية ، وتقوم باستعراض للشخصيات المتوقع مشاركتها في القوائم الإنتخابية ، إضافة لاستمزاج آراء آخرين ، وهذا يشير إلى أننا سنكون أمام إنتخابات نيابية من نوع خاص نظرا للطابع الحزبي الذي سيكون هو الغالب في المرحلة المقبلة التي ينتظرها الكثيرون .
في حين ؛ ومن خلال متابعتنا لما يجري في أروقة الأحزاب المختلفة ، فإنّ كثيرا من هذه الأحزاب لن تكون قادرة على المشاركة لأسباب متعددة أهمها ؛ افتقارها لشخصيات ذي قواعد شعبية وازنة ، وعدم قدرتها على تحمّل تكاليف الحملات الإنتخابية التي ستكون مرهقة جدا بالنسبة لها ، في الوقت الذي ربط فيه نظام الدعم المالي للأحزاب بالمشاركة في الإنتخابات المختلفة .
هذه الأحزاب ترى بأنّ مشاركتها لن تؤدّي الغرض المطلوب ، وربما تعيدها إلى الوراء إنّ هي أخفقت في الحصول على عدد من الأصوات دون تحقيق النجاح ، وهناك تخوّفات كبيرة لدى أحزاب مختلفة من خوض الإنتخابات ، وهذه التخوفات تنبثق من خشيتها لانكشاف أمر تأثيرها في الشارع .
الترخيص النهائي للأحزاب ليس هو المرحلة الأخيرة ، فهذه مجرّد بداية لمرحلة قادمة هي الأهمّ ، ونقصد هنا المشاركة الفاعلة في الإنتخابات بقصد تجاوز العتبة ، والمواطن الأردني سيفرز حينها الغثّ من السمين ، والإعتقاد السائد لدى مختلف المراقبين يشير بأنّ عددا من الأحزاب تعرف حجمها جيدا ، ولن تغامر في المشاركة بحجة أن ترتيب الوضع الداخلي لها يحتاج لفترة زمنية قد تصل لأعوام .
وفي النظر للواقع الحزبي الحالي الذي بدأ يتكشّف بصورة أوضح ، نجد بأنّ عددا محدودا من الأحزاب لديهم القدرة على المضي قدما في المشاركة نظرا لوجود أعداد كبيرة من شخصيات وازنة تمتلك قواعد شعبية مؤثرة ، في الوقت الذي نجد فيه أحزابا بالكاد استطاعت جمع المؤسسين الألف ، ولابدّ من تأكيد مسألة مهمة وهي ؛ أنّ عدد المؤسسين وحده لا يمكن له صناعة حزب سياسي فاعل ، فالحزب السياسي هو من يتمكّن من المشاركة في السلطة التشريعية من خلال نوابه ، والطموح للوصول إلى السلطة التنفيذية .
وفي كلّ الأحوال .. نحن سنكون إزاء مرحلة جديدة كليّا في الحياة السياسية والحزبية ، وسنشهد الكثير من التنافس الذي نرغب برؤيته في أقرب وقت