عام الحسم

{title}
صوت الحق -
د عبدالحميد عليمات 

   تشهد الدوله الاردنيه في بدايات المئويه الثانيه من عمرها منعطفاً تاريخياً في مسيرتها الوطنيه والسياسيه يتمثل في تحدي الولوج نحو آفاق جديده من التحول الديمقراطي من خلال تطبيق مخرجات التحديث السياسي التي رعاها وضمنها جلال الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين للوصول الى حياه برلمانيه وحزبية لتكون البوابه لتكوين البرلمان على اساس برامجي حزبي وتشكيل الحكومه البرلمانيه التي تمثل تطلعات المواطنين وفق برامج معلنه يتم الانتخاب على اساسها بعيدا عن العمل والانتخاب الفردي الذي اثبت التجارب والممارسات العمليه انها تضعف دور النائب بالرقابة والتشريع وتفرز نواب على اساس رأس المال او القدره على تقديم الخدمات للناخبين .

ان الفتره الممتده من الان الى صيف عام ٢٠٢٤ تمثل عاماً حاسماً في تحقيق هذا التحول الديمقراطي الذي يتطلب ادوارا واضحه لمثلث تمثل اضلعه المواطن والحزب والحكومه بمؤسساتها المختلفه ،
ويتمثل الدور المطلوب من الحكومه في تسهيل وتذليل عقابات العمل الحزبي الوطني والسير بالاجراءات الدستوريه للتعديلات على القوانين والانظمه لمواكبه التحول ودعم برامج توعويه بأهميته لحاضر الوطن ومستقبله 
اما المواطن فيكمن دوره في الاقبال على المشاركه بالنشاطات والندوات المتخصصه بالتثقيف وزياده الوعي السياسي والاطلاع ومتابعه برامج وسياسات الاحزاب والانضمام لها عندما تتولد القناعه لديه بهذا الحزب او ذاك 

الدور الاكبر والاهم في هذا المثلث يقع على عاتق  الاحزاب السياسيه المطلوب منها الكثير الكثير بالعمل الحقيقي المؤسسي الميداني والتفاعل مع مكونات شعبناً العظيم وتقديم البرامج العمليه القابله للتطبيق لتكوين هويه خاصه بكل حزب بعيدا عن العناوين الفضفاضه والاهداف المجرده التي تخاطب العواطف التي لن تجدي نفعاً مع مواطننا الذي يرسخ تحت وطاءه ظروف معيشه واقتصاديه ومتطلبات حياتيه صعبه 

اذ على الاحزاب التخلص من الطرق التقليديه في الاستقطاب والترويج لفكرها 
والابتعاد عن التنظير والتركيز على البعد الايدولوجي الذي لم يعد يشكل أولوية في عقل ووجدان المواطن وعليه التوجه  نحو تصدير قيادات تحظى بالقبول الشعبي وبعيده عن النفعيه والتكسب وقادره على ترويج مبادىء الحزب وقيمه .

أننا اليوم -مواطنين وأحزاباً  وحكومه  - أمام مفترق طرق في مسيرتنا الاصلاحية والديمقراطيه التي قدمها جلال الملك ودعمها وبالتالي الدور الان على اطراف المثلث لتجسيد الرؤيا الملكيه واقعاً عملياً وصولاً للحياه السياسيه المرموقه التي نطمح اليها جميعاً وأي تقصير من اي طرف - وخاصه الاحزاب السياسيه - في التقاط اللحظه التاريخيه تحت اي ذريعه او خلافات شخصيه بين قيادتها ومحاوله ركوب العربه قبل بنائها من خلال تصدير الوهم ومحاولات استعراض البطولات والانجازات والتحشيدات الوهميه سيجعلها تتحمل المسؤوليه عن ضياع الفرصه 


د عبدالحميد عليمات 
المسؤول السياسي 
وعضو المكتب السياسي والعام 
الحزب الديمقراطي الاجتماعي
تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS