الزعبي يكتب: موقف متقدم على الجميع

{title}
صوت الحق -

الاستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي 

كبقية ابناء الوطن اتابع وبشكل مباشر ما يدور على الساحة الفلسطينة وخاصة في قطاع غزه وخاصة بعد احداث يوم 7/10/2023، وكنت كبقية الاردنيين فخورا بموقف الاردن والذي يقوده جلالة الملك منذ اليوم الاول لاحتواء الازمة ومنع تفاقمها، حقنا لدماء الابرياء ومنعا للدمار الغير مسبوق والذي نشاهده يوميا.

كما انني كنت اتابع لقاءات جلالة الملك وجولته الاوربية لايجاد حل سريع مع زعمائها (والذي أنحاز بعضهم لجانب إسرائيل مباشرة، الا ان معظمهم تراجعوا بعد كشف الحقائق لهم من قبل الملك) لحماية الفلسطينيين من اعمال الانتقام الوحشية والتي تمارسها القيادة الاسرائيلية ضد شعب محاصر ومحروم من ابسط حقوقه.

الا ان خطاب جلالة الملك اليوم في المؤتمر الدولي للسلام بالقاهره، والذي خاطب دول وشعوب العالم باللغة الانجليزية كي تصل الرسالة لهم مباشرة وباقصى سرعة وبشكل واضح لا لبس فيه. 

جلالة ألملك عبدالله الثاني بداء بتحية الاسلام ليوضح لهم قواعد الحرب في الدين الاسلامي ومستخدما مصطلح قواعد الاشتباك (وهو مصطلح عسكري) ومذكرا اياهم بالعهدة العمريه لاهل القدس. كما ان رسالته كانت مباشرة وقوية للعالم (خاصة الدول العظمى) الصامت على ما يجري من اعمال ابادة جماعية، بسبب تميزهم للدماء البشرية من منطلق العرق والدين، كما انه تسائل عن سبب غياب المسألة الدولية لمن يرتكب مثل هذه المذابح ويعمل على حرمان الناس من ابسط مقومات الحياة كالماء والغذاء والدواء. 

انني اعتبر ان خطاب جلالة الملك جاء معبرًا ليس فقط عن ألعرب والمسلمين، بل عن ضمير كل مواطن عالمي لديه ضمير وشعور بالانسانية.

ان حديث جلالة الملك عن اعمال التهجير القسري واعتباره جريمة حرب يجب محاسبة المسؤولين عنها من القيادة الاسرائيلية امام المجتمع الدولي. 

كما ان جلالة الملك وجه في خطابه رسالة الى القيادة الاسرائيلية التي لا تؤمن الا بالحل الامني والذي لن يجلب لهم ولشعبهم الامن والازدهار الباحثين عنه، لا بل ان ما تقوم به القيادة السياسية الاسرائيلية سيؤدي حتمًا لمزيد من اعمال العنف والدمار وانتشار الكراهية بين الشعوب.

كما واوضح جلالة الملك بمنتهى الوضوح بان ما وصلنا اليه كان نتيجة حتمية لتراجع القيادة السياسية في إسرائيل وصمت دول العالم صاحبة التاثير عن الوصول الى السلام العادل واقامة دولة فلسطينية.

ان جلالة الملك وضع خطة سريعة وواضحة الخطوات التطبيقة وبشكل مباشر والتي هي الوقف المباشر لكافة الاعمال الحربية والسماح بايصال المساعدات الانسانية والمحافظة على استمرارية تدفقها ووقف كافة الاعمال التي تدفع السكان للتهجير من ارضهم ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب المرتكبة وانهاء الاحتلال ورفع الظلم عن ألشعب الفلسطيني، لكي تنعم الشعوب بالسلام وحياة متساوية."

ان جلالة الملك تقدم على جميع القادة والاطياف السياسية مهما كان انتماءها او موطنها في قوة الخطاب والغير مسبوق بالمطالبة بتطبيق القانون الدولي واعادة الحقوق لاهلها.

اما نحن في الاردن فاننا وبكل تأكيد نقف خلف قيادة الملك في كافة مساعيه وخطواته لاحقاق الحق وقيام دولة فلسطينية كاملة السيادة.