الرقص على اسنة الرماح …

{title}
صوت الحق -

بقلم الدكتور نعيم ملكاوي

الى الراقصين على رؤوس الاصابع متناسين التناغم ما بين الحركة والنغمة ، وتحت أقدامهم رماحآٓ اسنتها مشرعة ، وعيون مبصرة ، وعقول لا تعبرها عابرة …
أن كانت الأحداث تشكل تحديا خاصا لهم و خيارهم الأوحد للرقص على أطراف اسنة رماح السياسة …

أقول لهم : ان السياسة تشبه الى حد كبير رقصة معقدة في ظل عالم سياسي متقلب … لا يتقنها كل من تحركت أكتافه أو الأقدام … أو أمطرته السماء بالهواجس و الالهام ، هو أمر يحتاج إلى قدرات وخبرات لا يمتلكها البعض … ومن امتلكها تاه خدره بين الرواد …. ومن باب العلم بالشيء لا الجهل المطبق لا بد لهم من بعض الأبجديات و النصائح حتى لا تزل الأقدام بهم مِن على قمم الرماح التي يستندون عليها ….

أولا : عِلم فن التواصل ، يعتمد على مُستوى القُدرة على التواصل بفعالية مع الأشخاص الذين لديهم آراء مُختلفه، لذا وجب الاستماع الى الآخر وفهم آرائه قبل التعبير عن رايك.

ثانيا: احترام التنوع ، وهنا وجب أن تقبل حقيقة أن هناك تنوعا واختلافا في الآراء السياسيه وعدم مُحاولة إخضاع الجميع الى اتباع رؤيتك وافكارك .

ثالثا : تمسك بالمرونة و انتهجها فهي باب تلاقح الافكار وكلها إيجابية.

رابعا احرص على بناء جسور الود بالمصداقيه التي تفضي إلى الثقة.

خامسا : حدد أهدافك قبل البِدء بعمليه الرقص والتراقص على اوتار السياسة، كيلا تكون عُرضةً للخوف و صيدا سهلا للإنزلاق و النشاز و انفضاض الناس من حولك و عن كل ما تحمل من فكر أو قضية .

الرقصة على اوتار السياسة كالرقصة على اسنة الرماح بل هي أشد وطئة وقد تكون مجموعة متنوعة من الخطوات والحركات تُرافقها أنغام بإيقاعات متضاربة راتبة أو غير راتبه ، ولكن العمق والصدق والمرونة و الوضوح كل ذلك مطلوب لتحقيق التوازن في هذه الرقصات خصوصا مع هذا العالم المتقلب في المواقف والافكار والنغمات …

لذا ابقَ مُلتزما بقيمك وهدفك الرئيس واستمتع بالرقص على ما تشاء ، فالمسرح يتسع و تزاحم الأجساد قدر … والرواة كثر …