الدور التركي في المفاوضات الفلسطينية -"الإسرائيلية" والبحث عن التوازن في عالم معقد !!!

{title}
صوت الحق -
بقلم الدكتور نعيم الملكاوي / باحث بالشؤون التركية
في خضم التوترات المتصاعدة والأزمات المستمرة في الشرق الأوسط ، تبرز تركيا كفاعل محوري في الجهود الدبلوماسية ، خاصةً فيما يتعلق بالمفاوضات بين المقاومة الفلسطينية ، بما في ذلك حركة حماس، و"إسرائيل" .

الدور التركي ، يعكس رغبة أنقرة في تعزيز موقفها كوسيط قادر على التأثير في مجرى الأحداث ، مع الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها الإقليمية والدولية ، لهذا نراها تتحرك على المحاور التالية :
- دعم القضية الفلسطينية
تركيا لطالما كانت داعمة للقضية الفلسطينية ، مؤكدة على حقوق الفلسطينيين ومساندتهم في المحافل الدولية . هذا الموقف الصريح من أنقرة يُظهر التزامها بالبحث عن حل عادل ودائم للصراع .
- الوساطة والمفاوضات
في مساعيها الدبلوماسية ، تعمل تركيا كوسيط في المفاوضات ، ســاعيةً لتقريب وجهات النظر بين الطرفين ، من خلال الدبلوماسية النشطة والمبادرات السياسية ، تحاول أنقرة أن تلعب دور الوسيط المحايد الذي يمكن أن يُسهم في إيجاد حلول سلمية ودائمة وان تكون المقاومة احد اطراف المعادلة .
تركيا تتبع نهجًا براغماتيًا مغلفاً بالحس الديني الخطابي في التعامل مع الصراع في المنطقة والمفاوضات بين حماس و"إسرائيل" . حيث تسعى لخلق توازن بين الطرفين وتلعب دور الوسيط لتحقيق مكاسب سياسية. الرئيس أردوغان يستخدم الظروف والحروب في المنطقة لمصلحة تركيا ، مع الحرص على عدم خسارة أي طرف ، خصوصًا في علاقتها مع "إسرائيل" التي لن تتسامح في الحفاظ على هذه العلاقة الاستراتيجية . حيث أظهرت دعمها للمقاومة الفلسطينية وكثفت اتصالاتها مع زعماء المنطقة في نفس الوقت .
هذا الموقف البراغماتي يظهر في الابتعاد عن الإدانة والاصطفاف المباشر مع حماس والبحث عن دور وساطة والإفراج عن الرهائن ، بما يخدم علاقات تركيا الإقليمية دون خسارة وخروج كافة الأطراف بموقف الرابح .
- التأثيرات الإقليمية والعالمية
الدور التركي في المفاوضات لا يؤثر فقط على العلاقات " الإسرائيلية " – الفلسطينية ، بل يعكس أيضًا تأثيرها ومصالحها في السياسة الإقليمية . تركيا دولة تتمتع بعلاقات معقدة مع "إسرائيل" ، وتسعى دوماً للحفاظ على توازن في علاقاتها مع الدول العربية و"إسرائيل" على حد سواء .
- العلاقات التركية -"الإسرائيلية" والأمريكية
علاقات تركيا مع "إسرائيل" والولايات المتحدة تلعب دورًا مهمًا في تشكيل سياساتها الخارجية . حيث تشترك تركيا مع الولايات المتحدة في عدد من القضايا الاستراتيجية وتحالفات الناتو . وفي الوقت نفسه ، تحاول أنقرة الموازنة بين علاقتها مع "إسرائيل" ودعمها للفلسطينيين ، مما يخلق تحديات وفرصًا فريدة للدبلوماسية التركية .
- الدعم الإنساني لغزة
تركيا لا تقتصر فقط على الجهود الدبلوماسية ، بل تقدم أيضًا دعمًا إنسانيًا مهمًا لقطاع غزة . هذا الدعم يعزز موقف تركيا في المفاوضات ويعكس التزامها تجاه الشعب الفلسطيني .
- التحديات والحسابات السياسية
الدور التركي يواجه تحديات ، بما في ذلك الحساسيات الدولية والتوازنات الإقليمية . تركيا تأخذ هذه العوامل بعين الاعتبار في مساعيها لتكون وسيطًا فعالًا ومؤثرًا .
على صعيد المفاوضات حتى الآن ، لا توجد معلومات تشير إلى أن المفاوضات بين حماس و"إسرائيل" قد تم نقلها من الدوحة إلى أنقرة . وفقًا لما ورد على بعض وسائل الاعلام ، ولا تزال المباحثات تتواصل لتمديد الهدنة بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل" في العاصمة القطرية الدوحة الا انه من المرجح انتقالها الى أنقرة .
في الختام ، يبرز الدور التركي في المفاوضات الفلسطينية-"الإسرائيلية" في اعتبار ملف الصراع ملفا امنياً بامتياز مثالاً على الدبلوماسية المتعددة الأبعاد . فيما تحاول أنقرة التوفيق بين دعمها للقضية الفلسطينية والحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من "إسرائيل" والولايات المتحدة ، في إطار السعي نحو استقرار وسلام دائم في المنطقة .