كنائس الأردن تحتفل بصلوات العيد مع الكوفيات الأردنية والفلسطينية

{title}
صوت الحق - احتفلت كنائس المملكة بعيد الميلاد المجيد، وسط اقتصارها على الشعائر الدينيّة، من دون إظهار احتفالات خارجيّة وذلك بناءً على قرار مجلس بطاركة ورؤساء الأساقفة في الأرض المقدّسة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني المنكوب، لاسيّما في قطاع غزة. وتوجه المؤمنون مساء أمس وصباح اليوم الى الكنائس في مختلف المدن والقرى الأردنية، والتي خلت من على أبوابها زينة الميلاد واشجارها وأنوارها كما في كل عام.

وصباح اليوم الاثنين، ترأس النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران جمال دعيبس، قداس العيد في كنيسة العذراء الناصرية في الصويفية، بمشاركة راعي الكنيسة الأب حنا كلداني، بعدما احتفل سيادته بعشية العيد في كنيسة سيّدة البشارة في اللويبدة بمشاركة راعي الكنيسة الأب سيمون حجازين والأب رشيد مستريح الفرنسيسكاني.

وشدّد المطران دعيبس على أهميّة التأمل في هذه الأوقات بالمعاني الروحيّة للعيد. وقال سيادته، في القداس الذي شارك به راعي الكنيسة الأب حنا كلداني: ولد السيّد المسيح ليكون نورًا ويُضيء ظلمة هذا العالم، ولا تستطيع الظلمة أو الظلام أو الظلم أن يتغلّب عليه.

وأكد على أنّ عيد الميلاد يحمل معه رسائل إنسانيّة نبيلة بأنّ الله تعالى قد منح الإنسان الحياة والكرامة والحريّة، بينما الإنسان هو من يقوم بامتهان كرامة أخيه الإنسان ويسلبه حياته، مؤكدًا على أنّ رسالة الميلاد تعني أنّنا مع الحياة ضد الموت، ومع النور ضد الظلام.

أمّا في كنيسة قلب يسوع الأقدس في تلاع العلي، فقد ترأس كاهن الرعيّة ومدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر، قداس العيد، وسط مشاركة واسعة من المصلين. وخلال القداس، تمّ الكشف على مشهد الميلاد، وهو عبارة عن الطفل يسوع محاطًا بالكوفيّة الأردنيّة الحمراء والفلسطينيّة السوداء، وقد استبدلت المغارة بالجدار الفاصل، ونجمة الميلاد بآثار لقصف صاروخي.

أمّا شجرة الميلاد في الكنيسة فلبست حلة معبّرة أبرزت التضامن بين الشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني، بالاعلام والكوفيات الاردنية والفلسطينية.

وقال الأب بدر بأنّ نشاهد نجمة الميلاد هذا العام بغشاوة، ونراها وراء غيوم داكنة، ونراها صواريخ تضرب الحجر والبشر. وأشار إلى أنّ الاحتلال إذا أراد أن يضرب بقعة ما يُرسل إليها قنابل مضيئة، لتكشف عن مكان القصف. والفرق شاسع بين نجمة الميلاد التي توحي بالسلام والطمأنينة، وبين القنابل المضيئة التي تجلب معها الخوف والذعر والترهيب والإضطراب.

ورفع الأب بدر تحية ميلاديّة من عمّان إلى الشعب الفلسطيني في غزة، وبالأخص المتواجدين في رعيّة العائلة المقدّسة، شمال القطاع، الذين احتفلوا بالعيد هذا العام وسط القصف والنزوح. كما وجّه تحيّة إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، وولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، والقوات المسلحة الأردنيّة التي قدّمت هدية ميلاديّة للمسيحيين في غزة بإنزال مساعدات عبر الجو للمحاصرين في كنيسة القديس برفيريوس، ليكون بهذا تأكيدات ملموسّة على استمرار الأردن في دعم الإخوة في غزة، وبأنّه يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ويدعم صمودهم بمختلف الطرق والوسائل.

.