جيش الحفاظات الإسرائيلي يقاتل الهواء والمقاومة بالبيجامة تغلب الدبابة في غزة"

{title}
صوت الحق -

بقلم : محمد ملكاوي
‏منذ ان اعلنت المقاومة الفلسطينية عن بدء معركة "طوفان الأقصى" ، تصاعدت الصرخات الإسرائيليَّة لسحق حماس و محو ما فعلته بهم في 7 أكتوبر ، واليوم قد دخل الاحتلال شهره الثالث بعد دخول الحرب الدموية مع المقاومة في غزة واضعآ اهدافه العسكرية قبل الدخول في الحرب البرية على غزة التي تشبه احلام اليقظة في تحقيقها ،و لم تتمكن حتى اللحظة من الاقتراب لأي هدف من حربها التي صنعتها فقط لرد اعتبارها بعد ان قامت المقاومه بوضع رأس الاحتلال في التراب وانهاء الاسطوره المزعومه عن جيشهم الصهيوني الذي لا يهزم . 

وما زالت احلام جيش العدو مستمره وترويها على شعبها المزعوم من دون كلل او ملل حتى ان اصبح الشعب الاسرائيلي لا يصدقها نتيجه فشلهم المستمر في تحقيق هذه الاهداف من تحرير الأسرى ، و القضاء على حماس ، و كثير من الأهداف التي لم يصرح عنها مجلس الحرب ومكاتب صنع القرار الاسرائيلي.

 أهداف مضى عليها اكثر من"81 يومآ" و إسرائيل لا زالت لا تسطيع تأمين ارضية امنة لجيشها في قطاع غزة ولحتى منع المقاومة من دك الصواريخ في مدنها المحتلة ، و تنتقل كل سويعات من فشل إلى فشل منذ ان فكروا بالحرب البرية وحشدوا جنودهم المراهقين الذي نسمع صراخهم كالاطفال بعد ان غرقوا برمال غزة وخرج عليهم اشباح القسام من تحت الارض وفوقها ويلقونهم درسآ اوجع ماضيهم وحاضرهم ، وتقودهم كتائب القسام و تفرض عليهم شروطهم في ملف الأسرى وغيرها ، ويجبروا خاضعين مذلولين للانصياع لطلبات حركة المقاومة الفلسطينية و بالطريقة التي تريدها المقاومة تمامًا ، غير قادرين حتى على رسم إنتصار كاذب يسكت الشارع الإسرائيلي . 

  اليوم باتت إسرائيل تقف أمام العالم و أمام جمهور المواطنين في إسرائيل بحرج سياسي واقتصادي وعسكري مكتوفين الايدي بما صنعته بهم كتائب المقاومة ، حتى أنها اصبحت تخشى من اليوم التالي للحرب وماذا تتحدث لشعبها المهزوم الذي فر المئات منه الى اوروبا وباقي دول العالم وجعل منهم في شتات الارض منبوذين غير مرغوبين اينما حلوا ، حتى ان محللينهم السياسيين واعلامهم المظلل للحقيقة غير قادر على الاستمرار في سرد القصص الكاذبة واخفاء ان اسرائيل وجيشها المغلف بحفاضات الاطفال سقطت بمستنقع غزة و أوحل في طريق الا عوده ويخلد قادتهم كل يوم الى النوم متمنين لو أنَّ غزة غير موجودة على الخارطة وان ينتهي هذا الكابوس .  

  ان الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزه وضمنت نتائجها قبل بدئها لم تكن بالحسبان ، و فاقت كل توقعاتهم وتصوراتهم وشاهدنا ذلك على لسان المحللون السياسيون و العسكريون في ذات الوقت سواء من الداخل الإسرائيلي أو من حلفائهم المتصهينين .

 فكيف لأميركا وشركائها أن تتوقع ان تكون اسرائيل والتي اشبعت العالم بخرافات عن دولتها و جيشها الأسطوري المزعوم ،ان تقف عاجزه عن مجابهة المقاومة وتصبح هذه الفصائل الصغيرة هي التي تدير المعركة بكل اقتدار، و تكبد الاحتلال الخسائر من داخل غزة و خارجها على حد سواء.

 وعلى الرغم من محاولاتهم الفاشلة في اخفاء الخسائر البشرية لدى الجيش الإسرائيلي التي لا تستطيع الإفصاح عنها من داخل غزة الا ان فيدوهات القسام تخرج علينا كل يوم وتروي لنا خسائر الأحتلال و بالأرقام ، وتثبت لنا أن الآلة العسكرية المتطورة التي كانت لدى إسرائيل وتتباهى فيها امام العالم فشلت أمام أسلحة البسيطة يدوية الصنع لدى المقاومة و التي أخرجت بها الكثير من المعدات العسكرية الإسرائيلة من الخدمة مثل "دبابة ميركافا" و " ناقلة النمر" وغيرها من الاليات والمعدات التي ارسلتها اميركا ودول شاركت للقضاء على غزة مما اضطرها للاستعانة بأنواع مختلفة من الدبابات والمعدات العسكرية قديمة الصنع و التي أخرجتها من الخدمة منذ سنوات سابقة لوجود أسلحة كانت تدّعي أنها الاقوى على مستوى العالم و كانت تبيع منها لجيوش العالم بأرقامٍ فلكية ، واليوم أثبتت أنها عاجزة أمام فصائل المقاومة الفلسطينية التي حطمت كل هيبتها و سمعتها التكتيكية ومقدرتها الهائلة المزعومة في نزع النصر بالحروب.     

تلك الخسائر المادية من معدات والاليات واسلحة التي لحقت بالجيش الإسرائيلي لا تساوي امام ما خسرته على المستوى الداخلي والخارجي، فلا شيء يساوي امام نظرة الشعب الاسرائيلي الذي فقد ثقته بجيشه العاجز في هذه الحرب الذي يفوق فيها بالعدد والعتاد قدرات المقاومه البسيطه ، كيف سيثق الشعب الاسرائيلي بحكومته العاجزة والغير قادرة على الخروج من مستنقع غزة بانتصار واحد او حتى اقلها بأن يخرج بأقل الخسائر، ماذا سيقول لشارع الاسرائيلي الذي بات يطالب برحيل حكومة نتنياهو و قيادتهم العسكرية في إسرائيل بعد ان ادخلوا جيشهم بثقله وعتاده الى غزة وخرجوا منها قتلى بالمئات ومن لم يمت رافقته عاهة مستديمة ونوبات هلع ورعب مما شاهدوه من فصائل المقاومة .

 ايام واسابيع وشهور قد مضت عجز فيها جيشهم المهزوم من تحرير ولو اسير واحد من الأسرى الذي تحتفظ بهم المقاومة حتى وبعد انشاء القدر ويتمكن بعضهم من الفرار من المقاومه قامت بقتلهم وباتت طائراتهم ودباباتهم تقتل وتحصد أرواح جنودها الذين يتساقطون كل يوم في ساحة المعركة اما على يد مقاومه او نتيجة غبائهم وجهلهم في ادارة الحروب ووضع استراتيجية عسكرية .   

   إسرائيل اليوم باتت معزوله ومنبوذه على مستوى العالم حتى ان حجم الدعم العالمي الذي كان يُقدم لها دون قيد أو شرط على المستوى الشعبي والحكومي من الولايات المتحدة الأمريكية ، و أوروبا وغيرها من الدول التي اشتركت في حرب خاسره لم يصنع الاحتلال فيها سوى المجازر البشعه على المدنيين العزل من الاطفال والنساء والشيوخ وهدم المساجد والمدارس والكنائس والمستشفيات ، حتى أنَّ الحرج الذي وقعت فيه إسرائيل ، أوقعت معها مؤسسات صنع القرار في الغرب أمام ضغوط شعوبها التي جابت بالالاف في مختلف شوارع اوروبا وامريكا وخرجت بالكثير من التصريحات و عرَت مؤسساتها التي تقدم الدعم الدائم لإسرائيل.

  مما الحق خسائر إقتصادية كبيرة لإسرائيل لم تكن بالحسبان، و هذه الخسائر لم تقتصر على إسرائيل و حسب ، بل على كل قوى الغرب الداعمة لها، فحرب غزة تسببت في نزيف وشلل بالإقتصاد الإسرائيلي نتيجة توقف المصانع الإسرائيلية تمامًا عن العمل بسبب الحالة الأمنية من جهة ، و استخدام غالبية الشعب في إحتياطي الجيش هناك في غزة.

  فاليوم إسرائيل التي كانت قوة إقليمية عظمى لا تستطيع غالبية الجيوش المحيطة بها أن تجاريها بإمكاناتها التقنية والتكتيكية ، فقدت سمعتها بالكامل في هذه الحرب و باتت عاجزة في حربها مع منظمة عسكرية هي "حماس" و ليست مع جيش منظم يمتلك إمكانات حقيقية تستطيع المناورة بالحرب و صد التقدّم الإسرائيلي .

 كما أن مساحة غزة الصغيرة والمحاصرة منذ سنين طويلة زادت من حجم العجز الإسرائيلي وضربت سمعته العسكرية مما سمح للاعبين جدد بالظهور وفتح جبهات جديدة ضد اسرائيل في كل من اليمن وسوريا وايران والعراق وحزب الله في لبنان ، واتساع ساحة المعركة لنصرة غزة ، وكان ابرز هذه الجبهات التي دخلت ساحة المعركة بشكل مفاجئ ومن دون سابق انذار اليمن حيث استطاعوا من منع السفن من المرور من البحر الاحمر إذا كانت لها علاقة بإسرائيل ، أو من الدول التي تدعم إسرائيل وارسلت العديد من الصواريخ الموجهة و بالستية والمسيرات على اسرائيل ولم تعد صافرات الانذار تهدا في مدن الاحتلال الاسرائيلية .

 باتت غزة الان حديث العالم كله و يشاهد الجميع ما يفعله ابطال المقاومة وهم يرتدون البيجامة ويطلقون صواريخ الياسين على هذا الجيش الهش من مسافة صفر ويخرجون دبابتهم من الخدمة بعد ان تم عطبها بالكامل ، اليوم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة اصبحت رمزًا للشجاعة والتصميم، ابطالها كتائب القسام وسرايا القدس ومختلف الأجنحة العسكرية التي قهرة جيش الإحتلال الإسرائيلي و استطاعت ببسالتها إحداث نقلة نوعية، مكنتها من تحقيق انتصارات استراتيجية على الاحتلال، مما يبرز قوة الإرادة والتحدي التي تحملها لتحرير أرضها المقدسة.