الكوفحي يكتب : عُدة ُ النصر الوحدة والاعتصام (٥)
صوت الحق -
بقلم الدكتور نبيل الكوفحي
تتنوع أسباب النصر بين روحية ومعنوية ومادية واعلامية كثيرة، و يمكن اعتبار ان عناصر القوة والنهوض في الامة تعتبر عوامل ايضا في اسباب النصر.
يقول تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، فالامر بالوحدة مطلوب على اطلاقه، فكيف ان كان في وقت الشدائد والمحن. لقد كان من اولى أفعاله صلى الله عليه وسلم حينما قدم المدينة مهاجرا الموآخاة بين المهاجرين والانصار في حالة فريدة في التاريخ، لذلك كان النهي عن العصبية التي هي نقيض الوحدة الواسع ( دعوها فانها منتنة).
سجل القران الحقيقة (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، لذلك وعى صلاح الدين الايوبي رحمه الله هدا المعنى فوحّد بلاد المسلمين استعداد لمعركة حطين الفاصلة في التاريخ التى حرر فيها بيت المقدس من دنس الصليبيين بعد ٨٨ عاما من الاحتلال. وهكذا فعل سيف الدين قطز رحمه الله اذ وحد مصر وجمع المعارضين له معه في التحضير لمعركة عين جالوت الخالدة التي انهت زحف المغول.
من أعظم ادوات الوحدة هي شيوع العدالة والشراكة بالشأن العام والقرار، لذى كانت العدالة احد اهم ركائز الاستقرار في المجتمعات ( حكمت فعدلت فامنت فنمت)، وأمًا معيار الشراكة فيتحقق بالشورى، فكلما تعمقت الشورى وتحولت لعمل مؤسسي استقرت المجتمعات وتطورت.
عودة لعدة النصر؛ ان توحيد اعمال المجاهدين تحت اشكال عدة بما فيها التنسيق يعتبر عاملا مهما في تحقيق شروط النصر، فلا حرص على انجاز فردي او فصائلي. ويتوسع الامر بوحدة المجتمع ايضا حول المجاهدين في دعمهم وتحمل تبعات الجهاد ضد اشد الناس عداوة للذين آمنوا. لربما يتساءل البعض عن حال الدول العربية والاسلامية وما بينها من خلافات لحد الاقتتال، بالتأكيد ان ذلك يؤثر سلبا على احوال المسلمين كما المجاهدين ايضا.
ما احوجنا ان نعزز عوامل الوحدة والاعتصام خلف المجاهدين، فنوجه جهودنا نحو العدو الذي لا زال يمارس القتل للجميع، ونتجاوز عن بعض اخطاء هنا وهناك، الانشغال بها سيكون حتما على حساب دعم المجاهدين، فلا مذهبية ولا طائفية، ولا حدودا جغرافية ولا مواقف سياسية تحرفنا عن الهدف.