بدء العام الدراسي، ماذا فعلنا به؟!
صوت الحق -
بقلم: د. ذوقان عبيدات
تبدو الخبرة الأولية حاسمة في بناء اتجاهات إيجابية نحو التعلم، والمدرسة. فعليها تتوقف نجاحات أو "فشلات"، كثير من الطلبة، بل جميع الطلبة؛ ويتفاوت هذا التأثير بين الصغار والكبار، فطلبة رياض الأطفال وطلبة الصف الأول هم الأكثر تأثرًا بهذه الخبرات، يليهم طلبة الأساسي وغيرهم! ولأن الخبرة الأولية حاسمة، فيحق لنا أن نسأل: ماذا فعلت الجهات الرسمية، وغير الرسمية لتأمين دخول آمن للمدارس؟
(01)
وزارة التربية
الوزارة مسؤولة عن تأمين التجهيزات المادية والتجهيزات النفسية لعام دراسي ناجح؛ يجد فيه الطلبة معلمين جاهزين، وصفوفًا نظيفة، ومقاعد كافية، وكتبًا موجودة! ولا أعتقد أن الوزارة لا تبذل كل جهد ممكن أو يمكن أن تقصّر في إعداد بيئة المدرسة، على الرغم من عوائق ذاتية، وموضوعية تواجهها قد تعيق نجاحها!
أما التجهيزات النفسية، فأرى أن الوزارة استنفدت جهودًا "وربما كل جهودها" في لملمة قضايا التوجيهي وما بعد التوجيهي، وما بعد بعد التوجيهي! فالتوجيهي مركز الثقل، وعين الاهتمام في الوزارة؛ ولذلك لا أتوقع أن الوزارة فكرت في برامج استقبال الطلبة، وفي حفلات توعيتهم، وحتى ترفيههم؛ ليبنوا جسورًا مع مدارسهم ومعلميهم، وليروا معلمين ومعلمات"بملابس أنيقة". وهذا حق للطلبة وليس عبئًا على المعلمات والمعلمين! وأغلب الظن أن الوزارة تحذر من مخاطبة المعلمين بهذا الخصوص، خاصة وأن السلطة الرسمية أخافت الوزراء بما فعلته مع وزير سابق تجرأ على ذلك في مطلع القرن الحادي والعشرين!!
كما أن الوزارة قد تكون مرهقة نفسيّا ، وليست بوضع تتحدث فيها مع الطلبة والمعلمين إيجابًا أو سلبًا! فلا صوت يعلو فوق صوت التوجيهي والبيتك !
(02)
ماذا عن المجتمع؟
لعل الكل يرى أن هناك مَن أغرق المجتمع بقضايا لا صلة لها بالعام الدراسي! فالمرشحون اختطفوا المجتمع باتجاه الانتخابات النيابية، ولست أدري هل تم قرار تحديد موعد الانتخابات بمعزل عن بدء العام الدراسي أم لا؟ وأغلب الظن : كلّا!
• تخيّلوا لو أن الشوارع مليئة بلافتات ترحّب بالعام الدراسي؟ بدلًا من صور جميلة للمرشحين!!
• تصوّروا لو شاهد الطلبة صورًا لتربويين أسّسوا المدارس، وبنوا التعليم!!
• تخيّلوا لو امتلأت الشوارع بعبارات تربوية تحفز التعلم!!
إذن؛ وبثقة كاملة، أقول:
- لم يفكر أحد بالطلبة! ولا بالتعليم! ولا بالعام الدراسي!
- العام الدراسي هو العرس الوطني المؤكد، والمتفوق على سائر الأعراس التي يُشغلوننا بها!
- لم أرَ شعارًا انتخابيّا واحدًا عن التعليم في شوارع الانتخابات!
فهمت عليّ جنابك؟!