الأحزاب الحديثه والبرلمان

{title}
صوت الحق -
بقلم: باسمة راجي غرايبة
 لقد اخفقت الاحزاب التي تشكلت حديثا بعد صدور قانوني الاحزاب والإنتخاب في الحصول على عدد اكبر من المقاعد في مجلس النواب العشرين بعد توقعات وآمال كبيره في الحصول على عدد من المقاعد يؤهلها لتشكيل الحكومة البرلمانيه ضمن نظام الاغلبيه حيث حدثت مفأجات لم تكن بالحسبان وخاصة انها احزاب لاتمتلك أيدلوجيا فكرية أو رؤيا برامجية واضحة المعالم وأنها حديثة الولاده وزمن وجودها لايتجاوز العام ونصف حيث أنها ليست مده كافية لاقتناع الجماهير بها والإنضمام إلى صفوفها وخرجت بعد تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومه السياسيه  وبعد صدور (قانون الاحزاب وقانون الانتخاب)  اللذان تم أعتمادهما للعملية الديمقراطية وإنتخابات 2024 بالرغم أن هذه الأحزاب منحت فرصا عديدة وفنحت لها المنابر في المحافظات والألويه ودواوين العشائر بالاضافه أنها حصلت على أهم فرصة وهي الدخول إلى الجامعات الاردنية وإستقطاب الشباب والسماح لهم بالمشاركه السياسية بعد تعديل قانون الاحزاب الذي اشترط أن تكون نسبة مشاركة الشباب ونسبة المرأه 20% فهذه الفرص لم تحضى بها الأحزاب الأيدلوجية العريقة منذ الخمسينيات التي تم التضييق عليها زمنا طويلا وملاحقة منتسبيها  وهذا بالطبع  فرصة للأحزاب الحديثه كان من المفترض أن تحقق نجاحا أكثر  وتحصل على عدد مقاعد أكبر في مجلس النواب العشرين.
 ويعود ذلك الى عدة اسباب اهمها:
 
اولا: اللجوء الى إستقطاب أشخاص ليس لديهم أي خبره سياسيه ولكن أشخاص لديهم رأس مال أو نفوذ أو نواب ووزراء سابقين أو متقاعدين عسكريين أو مدنيين وخدموا في أجهزة الدوله وكانوا جزءا من رسم سياسات الدولة

ثانيا : 
بالنسبه لمشاركة المرأه حيث تم إستقطاب نساء أو شابات  لايوجد لديهن ثقافة سياسية وليس لديهن خبره حتى بالعمل العام ولسن قياديات مدربات ولم يتم تأهليهن وتديبيهن على العمل الحزبي نظرا لعامل الوقت بين نشوء الأحزاب ودخولها معترك الانتخابات كذلك
إفتقراقهن إلى (الكاريزما)  فهي لايتم صناعتها بل هي موروثه بالاضافه إلى الخبرات المتراكمة

 ثالثا: إستخدام المال كوسيلة للاستقطاب او لحجز  المقاعد  خاصة الاول والثاني والثالث
رابعا : الترويج للأحزاب من خلال الوعود والضمانات الشكلية خاصةلفئة الشباب بالحصول على حلول لمشكلاتهم والحصول على وظائف ومناصب ومشاريع لمكافحة الفقر والبطاله

خامسا: تم تسويق هذه الأحزاب فقط للاعتماد على شعارات خالية من المضمون ولاتعبر عن برنامج حقيقي يشمل المجالات الاقتصادية والأجتماعية وخاصة مشكلات الفقر والبطالة

سادسا: لقد إبتعدت الجماهير عن هذه الاحزاب بسبب أنها أحزاب خرجت من رحم الدولة وتم فتح المنابر والترويج لها بشكل كبير جدا  فيما حرمت احزاب أخرى حتى من الاستقطاب بل مورس على منتسببها ضغوطات حتى تنسحب من الإنتساب إليها وتم توجية الشباب للانتساب إلى أحزاب الدولة على أساس انها أحزاب قوية
سابعا: تسمية هذه الاحزاب بأسماء أشخاص( وزراء ونواب سابقين) وليس تسميات تعبر عن برامجها ومضمون نظامها الداخلي
مما ولد فكرة عدم  الانتساب إليها لدى من يرغب بالدخول إلى حزب برامجي واقعي

ثامنا: التناحر داخل الحزب على الهبكليه التنظيميه وإستحواذ بعض الاشخاص على المراكز العليا في الحزب( المكاتب السياسية واللجان المركزيه)
وإبعاد الشباب والمرأه عن هذه المراكز 

ثامنا: الثقة العالية التي وصلت إلى حد الغرور الذي أصاب منتسبيها بسبب دعم الحكومه لها والترويج على أساس أنها احزاب ( مرضي عنها) ولديها ضوء أخضر لضمان النجاح مما أفقد الكثير من الشخصيات السياسية الرغبه في الانتساب لها أو حتى مشاركتها بأنشطتها وفعاليتها

وأخيرا  أن التجربة الحزبية في الاردن تم إفشالها في هذه المرحلة وتحتاج إلى سنوات من العمل والجهد لانجاحها ان كانت هناك إراده سياسية للتغيير الحقيقي فقوى الشد العكسي مازالت مؤثرة بشكل كبير جدا لابقاء الحال كماهو عليه الآن وتجذير الديمقراطية الليبرالية التي تم تسويقها عبر أجندات خارجية لاضعاف الجبهة الداخليه الاردنية وشرذمة الأحزاب وتفتيت المجتمع عشائريا واللعب على أوتار الوحدة الوطنية من أجل تمرير مشاريع إستعمارية و محاولة تصفية الأردن لصالح المشروع الصهيو امريكي في المنطقة 
حمى الله الاردن عصيا على كل المؤامرات والفتن
تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS