لبنان والحرب الإلكترونية
صوت الحق -
بقلم: ليندا المواجدة
نوع جديد من أنواع الحروب على الساحة اللبنانية وبالأخص الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية معقل حزب الله اللبناني في بيروت وما يميز هذا النوع من الحرب والذي جاء مختلفاً عن إستخدام المسيرات وغيرها إلى اجهزة البيجرات الاسلكية المحمولة ، يبدوا أن إستخدام هذا النوع القديم لأجهزة التواصل جاء بعد التحذيرات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بعدم إستخدام الهواتف الذكية والمخترقة من قبل الإسرائيليين مُشكلتاً خطوره بالغة على قادة حزب الله اللبناني وأنصاره وخاصة بعد موجة الإغتيالات الأخيرة والتي طالت العديد من قيادات حزب الله مما إستدعى الحزب من خلالها إلى توجيه أصابع الإتهام نحو الكيان الإسرائيلي والذي عادة مايقوم بتوجيه ضربات إستباقية للحزب اللبناني مما شكل ذلك نوع من أنواع التصعيد ، إستدعى الرد من قبل حزب الله وخاصة الى مناطق الجليل الاعلى ، مما أدى إلى إجبار السكان والمستوطنين على النزوح الداخلي في إسرائيل ، وبما لا يقل عن مائة وخمسين الفاً من سكان الجليل نتيجة للتصعيد الحاصل بين إسرائيل وحزب الله ، وجاء هذا التصعيد كنوع من الإسناد للمقاومة الفلسطينية في حربها ضد إسرائيل نتيجة للعدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزه ومع إستمرار الحرب على غزه وإشتعال التصعيد في الجنوب اللبناني أصبح جلياً أن الأمور تتجه نحو الحرب الواسعة بين إسرائيل وحزب الله وخاصة أن القرار السياسي داخل إسرائيل يدفع بإتجاه الحرب مع لبنان
ولكن ما حدث بالأمس واليوم دفع حزب الله إلى توجيه الإتهامات لإسرائيل بأنها وراء هذه الحرب الالكترونية من خلال تفجير اجهزة البيجر والوكي توكي مخلفة ما يزيد عن أكثر من أربعة آلاف مصاب واثني عشر وفاة .
السؤال هنا هل أرادة إسرائيل إرباك القيادة السياسية والعسكرية لحزب الله ؟؟ وضرب الروح المعنوية لمقاتلي الحزب ومؤيديه نتيجة لهذا العدد الكبير من الجرحى وحالات الوفاة والتي شكلت عبئاً كبيراً فيما يبدوا على القطاع الصحي في لبنان مما إستدعى إرسال الكثير من الجرحى إلى عدة دول للمساعده بتقديم العلاج لهم ،
وهذا يقودنا أيضا إلى هل هذه الضربة القوية من خلال أجهزة الإتصال الاسلكية تعتبر مقدمة لحرب أوسع ومقدمة لإجتياح الجنوب اللبناني من قبل إسرائيل بعد هذه الضربة والتي تعتقد إسرائيل أنها تستطيع إجبار حزب الله على التوجه إلى مسارات اخرى والقبول بالشروط الاسرائيلية للإنسحاب الى ما وراء الليطاني وإعادة إنتشار الجيش اللبناني على الحدود الشمالية لإسرائيل تمهيداً لاعادة سكان الجليل الى مساكنهم ،
أم أن الأمور ستتجه إلى التصعيد وحرب اوسع بعد هذه الحرب الاسلكية يبدوا أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بانتظار الواقع الذي سيفرض نفسه على الطرفين .