النائب الحنيطي يكتب الأردن قوي .. ورص الصفوف واجب
صوت الحق -
بقلم النائب الصحفي عطاالله الحنيطي
لعل المشاهد الأخيرة لحرب إسرائيل التي لا تتوقف، ولن تتوقف في ظل انفتاح شهية اليمين الإسرائيلي المتطرف بعد نشوة النصر باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعدد من قادة الحزب، تؤكد وبوضوح بأن ما حذر منه الاردن مراراً وتكراراً منذ عقود أصبح أمراً واقعاً.
فالأردن دأب منذ سنين وبقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، على التحذير من مغبة استمرار سياسات التطرف والغطرسة والاتساع الإستيطاني الهمجي غير المسبوق، فضلاً عن غياب أفق مسارات السلام التي لن تقود إلا الى شرق أوسط ملتهب وها نحن نعيشه اليوم.
كما حاول مراراً دون كلل أو ملل أن يخلق موقفاً عربياً موحداً ليكون أداة ضغط سياسي واستراتيجي نحو مفاوضات جادة تفضي الى سلام عادل وشامل ودائم، ينهي الصراع ونذر الحرب المفتوحة التي لا تتوقف، الا أن كثيرا من دول المجتمع الدولي لا سيما العربية والإسلامية لم تتبن محاولات الأردن بهذا الشأن.
و في ظل ما وصلت اليه المنطقة من ارهاصات على صعيد القضية الفلسطينية، بالتوازي مع المشروع ايران في المنطقة من خلال أذرعتها المتعددة في عدد من البلدان العربية، وادارتها لرحى حرب بالوكالة خارج حدود إيران وقودها العرب من خلال اللعب على وتر الطائفية، وعليه فقد أصبح واجباً على الاردنيين كافة أن يقفوا صفاً واحداً خلف قيادتهم الهاشمية وجيشهم العربي المصطفوي الباسل.
لقد استطاع الاردن وبحكمة قيادته وسياسته الخارجية الحصيفة ووعي شعبه النبيل، تجنيب الاردن وشعبه الانزلاق في مآلات كل ما يشهده الاقليم من حروب بالوكالة، بالتوازي مع عدم انسلاخه عن دوره العروبي والاسلامي، إذ كان الصوت الأعلى عندما خفتت كل الأصوات المطالبة بالحق الفلسطيني التاريخي.
واستطاع جيشنا الوقوف صلباً خلال الأزمات المتكررة، يذود بعقيدة واضحة وثابتة عن كل محاولات العبث بأمنه واستقراره وضرب أركان مجتمعه الثابتة، واليوم تزداد التحديات و ارهاصات عدم الاستقرار في المنطقة، ما يتطلب عدم السماع لأصوات النشاز والحقد التي تحاول ضرب وحدة الصف الأردنية ووقوفها الصلب خلف القيادة الحكيمة، هذه هي الوصفة الأردنية التي نأت بمملكتنا الحبيبة عن كل أزمات المنطقة ولهيب حروبها، فلنحافظ على اردننا ليبقى كما كان موئلاً للعرب وفكرة جامعة.