بعد عام من الحرب: هل نجح الاحتلال في القضاء على حماس؟

{title}
صوت الحق -
لوزان عبيدات - 
قال الخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور نضال أبو زيد، إن الاحتلال، ومنذ بدء الحرب، وقع في عدد من الأخطاء الاستراتيجية التي أدخلته في حالة من الارتباك في قطاع غزة.

وأضاف أبو زيد لـ "صوت الحق" أن من أوائل الأخطاء التي وقع بها الاحتلال في العملية العسكرية هو دخوله بقوات وعمليات تقليدية أمام مقاومة غير تقليدية، مبينًا أن هذا الأمر أربكه منذ البداية، وذلك لأن مفاهيم النصر في هذه الحروب غير التقليدية لا تقاس بالخسائر بقدر ما تقاس بكسر الإرادة.

وتابع أبو زيد: "لم ينجح الاحتلال في كسر إرادة المقاومة منذ بدء العملية العسكرية الأمر الأهم الآخر أن الاحتلال وضع مجموعة من الأهداف عالية السقف، من المستوى السياسي إلى المستوى العسكري، مثل القضاء على حماس وتجريدها من أسلحتها وتحرير الأسرى، والآن بعد عام كامل من العملية العسكرية لم ينجح الاحتلال في تحقيق أو حتى ملامسة هذه الأهداف".

الفترة الأطول في تاريخ الكيان الصهيوني

وأوضح أن الاحتلال دخل العملية العسكرية بمنطق المنتصر، وبقوة نارية كبيرة، مما جعله يعاني بعدما جرّته المقاومة إلى قتال طويل الأمد، وهو الأطول في تاريخ الكيان الصهيوني، مشيرًر إلى أن المشاكل التي يعاني منها الاحتلال تتعلق بالتزويد بالذخيرة والإمداد اللوجستي.

ونوه إلى أن المقاومة اتبعت تكتيكات حروب العصابات والحروب غير المتكافئة، الأمر الذي أدخل الاحتلال في نفق العمليات غير التقليدية، وهو نفق مرهق للجيش النظامي.

وأضاف: "لم يسجل في التاريخ أن جيشًا نظاميًا هزم مقاومة أو حركة تحرر وطني، وبعد كل هذا القتال، نستطيع القول إن من يقاتل في غزة ليست فقط مقاومة بل حركة تحرر وطني، وبالتالي هذا يكذب الرواية الإسرائيلية التي تقول إنها قضت على حماس، في حين أن من يقاتل في غزة ليست حماس وحدها،  هناك حركات أخرى ذات أيديولوجيات واتجاهات متعددة، ليست فقط إسلامية، بل نتحدث عن حركة أبو علي ومصطفى أو عمر القاسم، وهي حركات يسارية. 

وأردف" كما نتحدث عن سرايا القدس، وهي علمانية، وعن حماس، وهي إسلامية، وبالتالي هناك تناغم بين كل هذه الحركات".

وأشار إلى أن المقاومة استطاعت تجريد الاحتلال من استراتيجية التفوق التي كان يتبعها، وذلك بتجريده من كل الإمكانيات الفنية والتكنولوجية التي كان يتمتع بها، مبينًا أن المقاومة اتبعت أساليب ووسائل تقليدية نجحت في إعاقة الاحتلال، الذي لم يحقق أي إنجاز يُذكر بعد عام من العملية العسكرية.

أما على الصعيد الاستخباري، فقد أوضح أبو زيد أن المقاومة نجحت، من خلال أساليبها التقليدية والكلاسيكية، في تجريد الاحتلال من التفوق الاستخباري الذي كان يتمتع به. 

وأكد أن الاحتلال فشل في الوصول إلى القيادات عالية القيمة أو ما يُعرف استراتيجيًا بـ "الصيد الثمين"، مما يسجل نجاحًا للمقاومة وفشلًا للاحتلال.

وختم حديثه بالقول: "الاحتلال عاد إلى المربع الأول بعمليات عسكرية انطلقت صباح اليوم بنفس الفرقة العسكرية التي دخلت العمليات منذ البداية، وهي فرقة المدرعات 162، وهذا بحسب الأعراف العسكرية، يُعد فشلًا وليس نجاحًا