كازاخستان تحتفل باليوم الوطني في 25 أكتوبر وسط استمرار تحقيق إنجازات اقتصادية وسياسية متنامية
صوت الحق -
تحتفل كازاخستان في 25 أكتوبر من كل عام باليوم الوطني– يوم الجمهورية، هو ذكرى اعلان سيادة جمهورية كازاخستان الاشتراكية السوفياتية عن الاتحاد السوفيتي، حيث يعتبر هذا اليوم عطلة رسمية في كازاخستان.
سعت جمهوريات الاتحاد السوفييتي في الأيام الأخيرة من الحكم السوفييتي إلى الحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي. حيث وافق الاتحاد السوفييتي في أوائل عام 1990 على التخلي عن احتكاره للسلطة السياسية. أعلنت جمهورية كازاخستان الاشتراكية السوفياتية سيادتها في 25 أكتوبر 1990، لتصبح كازاخستان مستقلة في 16 ديسمبر 1991، مع انهيار الاتحاد السوفيتي.
يمثل اليوم الوطني لجمهورية كازاخستان اللحظة المحورية، عندما أعلنت كازاخستان سيادتها. كان هذا الإعلان أكثر من مجرد بيان سياسي، حيث يرمز هذا اليوم إلى بداية اكتساب كازاخستان لسيادة الدولة وتعزيز الاستقلال، ويلعب أحد الأدوار الرئيسية في الهوية الوطنية في كازاخستان التي تحتل المرتبة التاسعة على مستوى العالم من حيث المساحة، والمرتبة الأولى على مستوى العالم الإسلامي.
أصبح اليوم الوطني نقطة انطلاق لكازاخستان نحو التقدم في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مع الالتزام الدولة تجاه شعبها بصياغة مصير يعكس تطلعاتهم وهويتهم الثقافية. واليوم، تقف كازاخستان شامخة باعتبارها أكبر اقتصاد في آسيا الوسطى.مع احتياطيات هائلة من النفط والغاز والمعادن، استفادت البلاد بشكل فعال من ثروتها الطبيعية، حيث تمتلك كازاخستان 200 مليون هكتار من الأراضي الزراعية، منها حوالي 100مليون هكتار يتم استغلالها بانتظام،وفي عام 2023، حصدت البلاد 17.1 مليون طن من الحبوب.
بعد حصولها على الاستقلال، أصبحت كازاخستان عضوًا في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المنظمات الدولية، وتحتل كازاخستان الان مكانة قوية ومميزة من خلال موقعها المهم على خريطة السياسة الدولية والإقليمية، باعتبارها إحدى القوى المؤثرة والقادرة على تقديم مساهمة كبيرة في إرساء الأساس لتعاون دولي أكثر فعالية يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار، حيث تترأس كازاخستان هذا العام ست منظمات دولية، هي منظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، ومنظمة الدول التركية (OTS)، ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا (CICA)، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO)، والمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، (IOFS)والصندوق الدولي لإنقاذ بحر الآرال (IFAS).
تنظم جمهورية كازاخستان منذ سنوات عديدة مؤتمرا دوليا يجتمع فيه زعماء الأديان العالمية والتقليدية على مائدة الحوار والبحث والتشاور من أجل الوصول إلى رؤى مشتركة وحلول فاعلة للكثير من القضايا الإنسانية، وينعقد المؤتمر بشكل دوري، وقد بلغت عدد مرات انعقاده سبع مرات، كان آخرها في سبتمبر 2022م، حيث انطلقت فعالياته في العاصمة الكازاخية آستانا، تحت عنوان "دور قادة الأديان العالمية والتقليدية في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في فترة ما بعد وباء كوفيد 19″، بحضور 108 من قادة وزعماء الأديان من 60 دولة في العالم.
خلال السنوات القليلة الماضية حققت كازاخستان العديد من الإنجازات فعلى صعيد التشريعات تم إقرار 102 قانون من بينها تشريعات هامة بشأن الرقابة العامة، ومكافحة الاتجار بالبشر، وسياسة العلوم والتكنولوجيا والطاقة الحرارية. وتم إيلاء اهتمام خاص للقضايا الاجتماعية، وخاصة حماية الأطفال، عبر إقرار حزمة من القوانين الجديدة التي توفر الدعم المالي للأطفال من الصندوق الوطني، وفرض عقوبات إدارية على إشراك القاصرين في القمار، وتشديد العقوبات على العنف ضد القاصرين.
وأقرت كازاخستان قانون يهدف إلى ضمان سلامة الأطفال ومنع الجرائم ضدهم مما يدعم حماية الأطفال من جميع أنواع العنف والايذاء الجسدي والنفسي واللفظي.
على الرغم من التوترات الجيوسياسية، فإن البلاد ملتزمة بالسلام، وتسعى دائما الى تطوير التنويع الاقتصادي، حيث تمكنت كازاخستان من خفض التضخم بشكل ملحوظ، حيث تجاوزت الاحتياطيات الدولية100 مليار دولار، مع التركيز على ان التصنيع يفوق نمو التعدين.
وحدد رئيس الجمهورية قاسم-جومارت توكاييف المهام الرئيسية عبر رؤيته الاستراتيجية الاقتصادية والتي تتمثل بضرورة معالجة الاختلالات بين السياسات النقدية والمالية، حيث وجه الرئيس توكاييف الحكومة باتخاذ الإجراءات الفعالة من أجل ذلك والاستخدام الفعال للميزانية، والرقابة الصارمة على النفقات، والتركيز على إعادة هيكلة الاقتصاد وتعزيز دخل المواطن، والحد من عدم المساواة وتعزيز الطبقة الوسطى بكفاءة كمعيار رئيسي..
وشدد توكاييف على ضرورة تشجيع البنوك على الاستثمار في الاقتصاد وضمان العدالة وتوافق الضرائب مع أرباحهم، خاصة في ظل الدعم الحكومي السابق، مبينا ضرورة تطوير قانون مصرفي جديد لتعزيز النشاط الاقتصادي والتكنولوجيا المالية، ومعالجة مشكلة تحصيل الإيرادات الضعيفة في الميزانية الوطنية.
ومنذ حصولها على السيادة، شهدت البلاد ارتفاعًا سريعًا في مستويات المعيشة، حيث شهد مواطنوها تحسنًا في الصحة والتعليم ونوعية الحياة بشكل عام. وقد حققت البلاد تقدماً كبيراً في رحلتها نحو التحول الديمقراطي، والذي تجسد في تنفيذ إصلاحات سياسية واسعة النطاق، بما في ذلك التعديلات الدستورية في أعقاب الاستفتاء الوطني في عام 2022. وقد عززت هذه التغييرات النسيج الديمقراطي للأمة من خلال تمكين وجهات نظر سياسية متنوعة وإعادة توزيع السلطة لصالح الهيئة التشريعية المنتخبة.
أدت التطورات الاستراتيجية في البنية التحتية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، ومبادرات التنويع، إلى دفع كازاخستان من المشهد الزراعي لتصبح قوة اقتصادية رائدة. وكان قرار اقامة أستانا عاصمةً لها في عام 1997 يرمز إلى هذه الرؤية التطلعية، حيث تجمع المدينة بين الثقافة الكازاخستانية الاصيلة مع النمط العصري الحديث في العمارة والتصميم وأسلوب الحياة، أصبحت كازاخستان الوجهة الاستثمارية الأولى في المنطقة ومركزا ماليا رئيسيا، وهذا نتيجة للإصلاحات والمبادرات على مر السنين، بما في ذلك إنشاء مركز أستانا المالي الدولي.
ما زالت رحلة التقدم والازدهار مستمرة في كازاخستان لتحقيق اعلى مستوى من الرفاهية والتقدم في كافة مجالات الحياة الصحية والتعليمية والاقتصادية والسياسية.
الجدير بالذكر ان كازاخستان جمهورية رئاسية ،حيث يكون الرئيس هو رئيس الدولة وبعين رئيسًا للوزراء كرئيس للحكومة. وتتولى الحكومة السلطة التنفيذية، بينما تمارس السلطة التشريعية من قبل البرلمان ذي المجلسين، مجلس النواب الذي يتألف من 98 مقعدًا ومجلس الشيوخ الذي يتألف من 50 مقعدًا، حالياً رئيس كازاخستان هو قاسم-جومارت توكاييف، الذي أعيد انتخابه في نوفمبر2022، ورئيس الوزراء هو أولجاس بيكتينوف، الذي تم تعيينه في عام 2024.