الأردن في وجه الصراع الزائف
صوت الحق -
بقلم: كنان المبيضين
الأردن أعلن بوضوح أنه لن يسمح باستخدام أجوائه لأي من الأطراف في الصراع الحالي بين أمريكا وحلفائها من جهة، والمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني من جهة أخرى. هذا الصراع، الذي تكلفته الأساسية البشرية والمادية يتحملها العرب، يُظهر أن إيران تُحسب على الحلف الأمريكي الصهيوني، حيث أنها لم تتعرض لخسائر تذكر مقارنة بالعرب. بينما يتكبد العرب في دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن الثمن الأكبر، وفلسطين كذلك ليست محسوبة فعليا على محور إيران، لكن مقاومتها المشروعة لها الحق في التعاون مع أي طرف للدفاع عن نفسها.
أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن بلاده لن تكون ساحة للمعارك في المواجهة بين إسرائيل وإيران، مشددًا على حماية سيادة الأردن وأمن مواطنيه، وأنه لن يسمح لأي طرف باستخدام أجوائه في النزاع المتصاعد. جاء هذا في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، حيث عبرت طائرات مسيرة وصواريخ إيرانية أجواء الأردن باتجاه أهداف في إسرائيل، مما اضطر الدفاعات الأردنية إلى اتخاذ تدابير لحماية أجوائه.
في الوقت نفسه، تم الكشف عن محادثات طويلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن ردود محتملة على إيران، بيد أن هذا الرد تحول في النهاية إلى تحرك دعائي لحفظ ماء الوجه لجميع الأطراف المتورطة، وذلك حسب تصريحات وزير خارجية إحدى الدول الأوروبية.
أما بالنسبة للأردن، فإنه يضع في الأولوية سيادته ومواقفه الواضحة لصالح الشعب الفلسطيني، وأعلن الجيش الأردني بوضوح عدم السماح لأي طائرة باستخدام أجوائه، كما أن الأردن على استعداد لإسقاط أي جسم طائر يعبر أجواءه دون إذن. ويواصل الأردن دعمه لحقوق الفلسطينيين من خلال العمل على الساحة الدبلوماسية ورفضه للإرهاب الصهيوني الممارس ضد الشعب الفلسطيني، مؤكداً على عدالة قضيتهم ضمن الإمكانيات المتاحة.
ورغم إعلان بعض الأطراف أن غزة أصبحت جبهة ثانوية، فإن الحقيقة تشير إلى أنها لا تزال الساحة الأساسية، حيث تعاني من الموت والإبادة والتجويع. وفي هذا الإطار، فإن الموقف الدبلوماسي الأردني بقيادة الملك والحكومة، يؤكد رفض الأردن للإرهاب الصهيوني الذي يرتكب جرائم إبادة ضد الفلسطينيين، ويواصل الأردن دعم حقوق الفلسطينيين والعدالة ضمن إمكانياته ومساحته المتاحة، محافظا على موقفه الثابت من القضية الفلسطينية.