الذكرى الثالثة والخمسون لرجل الوطن وشهيد الأمة

{title}
صوت الحق -
بقلم: لوزان عبيدات
تصادف غدًا الذكرى الـ 53 لاستشهاد السياسي الاستثنائي، رجل من طين الوطن، وشهيد بحجم الأمة، عاش بحلم الوحدة رجلًا تجاوز عصره وكان أيقونة وخير مثال للأبطال الذين كرسوا حياتهم لرفعة هذا الوطن العظيم.

لم يكن وصفي التل مجرد رئيس وزراء للأردن أو حتى سياسي عابر سبيل، بل كان رجلًا جسدت شخصيته المعنى الحقيقي لمشروع وطني نزيه قادم، ولحلم أمة عربية تتجلى فيه المعنى الحقيقي للكرامة العربية، يتواجد فيها رجال يضعون الأفعال قبل الأقوال.

يد غادرة وخائنة أطلقت بها رصاصات غشيمة اخترقت بها الجسد العظيم في أرض غريبة خارج تراب هذا الوطن، ولكنها لم تكن غريبة عن القضية المحورية المركزية لكل عربي "قضيتنا الأم" القضية الفلسطينية، رصاصات اخترقت جسدًا لطالما ناضل لأنه يرى الوطن بيتًا كبيرًا لجميع العرب، أركانه الكرامة وسقفه الوحدة، وأساسه الهاشميون أصحاب الحكمة والحنكة.

لحظات أليمة عاشها العالم بشكل عام، والأردن والأردنيون بشكل خاص، عندما تم الإعلان عن استشهاده في الثامن والعشرين من تشرين الثاني لعام 1971، أُغتيل في القاهرة، ومات جسده لكن روحه بقيت تحوم حول الأردنيين أجمع، روحًا حملتها أفعال صاحبها أكثر مما حملتها كلماته التي كانت تؤكد أن الوطن ليس فقط شعارات ترفع، بل عطاء وصدق يبذل لأجله.

سيبقى وصفي التل رمزًا للشجاعة والنزاهة والكرامة، وسيظل شخصية محورية في تاريخ الأردن وفي عقول الأردنيين، فهو سياسي كان يحمل الوطن في قلبه ويسير ويعمل لأجل رفعته وازدهاره كان حلمًا وأملًا وقوة وعزيمة وبناء، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية.

لله درك يا وصفي، لم تكن إلا مثالًا للرجولة والقيادة الحكيمة التي تجمع بين الشجاعة والإخلاص واليوم، وبعد 53 عامًا على رحيلك، أصبحت تملك أرواحنا وذكرياتنا ستظل بصماتك واضحة في تاريخ الأردن والأمة العربية.

وكما قال الشاعر الراحل حبيب الزيودي وهو يتذكر الشهيد البطل وصفي التل: سلامٌ على وصفي ومنه أزفُّهُ إلى شجر الأردنّ إذ مات واقفًا سلامٌ على شيحان فوق جبينه وفي قلبه حوران والقمح هفهفا سلامٌ على دمع الحسين يزفّه شهيدًا يلاقي الله ضمآن نازفا.