نصف ساعة تساوي شهران من المعاناة
صوت الحق -
بقلم: الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي
كان عبارة عن إتصالا هاتفيا من أحد المواطنين لأحد مقدمي البرامج الصباحية الخدمية في إحدى الإذاعات المحلية، كان المواطن يقول فيه بأنه يعاني من انقطاع المياه عن الحي الذي يسكن به منذ شهر على الرغم من كثر مراجعاته لجميع المسؤولين باللواء أو بالمحافظة ، وكان أيضا هناك إتصالا أخرا من مواطن أخر يشكي فيه من أعطال بشركات الكهرباء ومواطنا أخر يشكي من الحُفٓر بالشوارع او عدم تعبيد الطرق ، والأدهى والأمَر هو المواطن الذي أتصل من أجل تقديم تاريخ موعد لعملية جراحية او لصورة إشعاعية بإحدى المستشفيات كان تاريخها مبرمج بعد سنة على الرغم من حالته الإضطرارية لهذه العملية او الصورة .
وهنا تأتي عصاة موسى من خلال هذا المذيع الذي بمجرد ان يتم الإتصال على المسؤولين منه بالمحافظة او بالوزارة فهذا يعني حل كل هذه المشاكل الخدمية و خلال نصف ساعة يتم حلَّها وإصلاحها وكذلك يتم تقديم موعد العملية الجراحية او الصورة الشعاعية من موعدا بالسنة القادمة إلى موعدا بالغد الساعة الثامنة صباحا .
باليوم التالي تأتي الإتصالات من المحتاجين إلى الإذاعة يتشكرون فيها المذيع على حلّ جميع مشاكلهم ، فالمياه و الكهرباء قد وصلت الحي بعد معانات طويلة من المراجعات للمسؤولين ، ثم هذا المريض الذي يريد أن يدخل المستشفى من أجل العملية الجراحية أو الصورة الشعاعية الأن صار جاهزا بغرفة العمليات والصورة الشعاعية تم أخذها .
وبعد كل هذه السيناريوهات يأتي دور المذيع الذي يشكر المسؤولين بهذه الوزارات على تعاونهم الدائم مع البرنامج وتقديم الخدمات للمواطنين المتصلين .
وهنا أنا أود أن أتساءل عن هذه السيناريوهات اليومية على إذاعاتنا المحلية ، أين محاسبة المسؤولين المقصرين عن القيام بواجباتهم بتقديم هذه الخدمات المدفوعة ثمنها من خلال الضرائب التي يدفعها المواطنين ؟؟ ألا يجب محاسبة هؤلاء المقصرين المسؤولين عن تقديم الخدمة وليس شكرهم من قبل المذيع على الإذاعة ؟؟
إلى متى سنبقى ندفع قيمة الخدمات إلى الدولة وموظفينها يمنون علينا بتقديمها وأننا نحتاج إلى واسطات للتواصل معهم أو نلجئ إلى الإتصال مع البرامج الإذاعية حتى نحصل على حقوقنا بالخدمات المدفوع ثمنها من قبلنا بفواتير الكهرباء والمياه والمسقفات وأي معاملة رسمية بالدولة .
دولة الرئيس جعفر حسان نحتاج إلى ثورة على الترهل الإداري ومحاسبة الموظفين المقصرين في دوائر الدولة جميعها فأين أنتم من قول الله تعالى (وقفوهم فإنهم مسئولون) صدق الله العظيم