هل عشر سنوات كافية لتحقيق رؤية الأردن في تشكيل حكومات حزبية؟
صوت الحق -
لوزان عبيدات - قال النائب الأسبق الدكتور هايل ودعان الدعجة، إن الأحزاب السياسية في الأردن لم تتمكن حتى الآن من استيعاب الرسالة الملكية التي حددت معالم التحديث الشامل بمساراته الثلاثة السياسية، الاقتصادية، والإدارية.
وأضاف الدعجة لـ "صوت الحق" أن هذا القصور ظهر جليًا في إخفاق الأحزاب في إثبات حضورها الفاعل خلال الانتخابات الأخيرة، إذ لم تكن مخرجاتها متماشية مع أهداف منظومة التحديث.
وأوضح الدعجة أن بعض الأحزاب لجأت لتعويض هذا الإخفاق عبر ضم نواب فازوا من خلال القوائم المحلية، وتسويقهم كنواب حزبيين، على الرغم من غياب أي صلة تنظيمية أو مؤسسية بينهم وبين تلك الأحزاب.
وبين أن اللافت في الأمر أن معظم الأحزاب لم تخض الانتخابات بناءً على برامج واضحة وحتى في الحالات التي تزعم فيها بعض الأحزاب وجود برامج انتخابية، فإنها لم تتمكن من تسويقها بشكل فعّال، أو تعريف الناخبين بمضامينها، مما جعلها تبدو بعيدة عن تطلعات الشارع الأردني.
ضعف البناء الحزبي
ولفت إلى أن الأحزاب أعطت الأولوية في بنائها التنظيمي لاستقطاب النخب والشخصيات التي كان الشارع الأردني يحمل تجاهها ملاحظات سلبية، خاصة أولئك الذين شغلوا مناصب رسمية سابقًا دون أن يثبتوا جدارتهم.
ونوه أن هذا النهج أدى إلى عزوف الناخبين عن التصويت لتلك الأحزاب، تفاديًا لإعادة إنتاج نفس الوجوه التي لم تحقق إنجازات ملموسة خلال توليها المناصب.
غياب الشباب
وفيما يتعلق بمشاركة الشباب، أكد الدعجة إلى أن معظم ما طُرح بشأنهم لم يتجاوز الشعارات والوعود النظرية، مشيرًا أن التمثيل الشبابي في البرلمان جاء متواضعًا للغاية، نتيجة ترتيبهم المتأخر في القوائم الحزبية العامة، والتي لم تمنحهم فرصة حقيقية للمنافسة.
وأوضح أن غياب القضايا الشبابية عن البرامج الحزبية يعكس ضعف التخطيط الاستراتيجي لدى الأحزاب، حيث لم تُدرج الملفات الشبابية ضمن أولوياتها هذا الإقصاء أدى إلى شبه غياب تمثيل الشباب في البرلمان، مما يؤكد حاجة الأحزاب إلى مراجعة سياساتها وبرامجها لاستقطاب هذه الفئة المهمة.
الوقت للإصلاح
رغم الإخفاقات التي شابت العمل الحزبي في المرحلة الراهنة، يرى الدعجة أن حداثة التجربة الإصلاحية قد تبرر وجود مثل هذه التحديات، موضحًا أن منظومة التحديث أخذت بعين الاعتبار هذه الثغرات، عبر منح فترة زمنية تصل إلى عشر سنوات أو ثلاثة مجالس نيابية، بهدف تمكين التجربة الحزبية من التطور والنضج.
وأكد أن الطريق نحو تحقيق الحكومات الحزبية يتطلب العمل الجاد على تعزيز البناء المؤسسي للأحزاب، وتقديم برامج حقيقية وملموسة للناخبين.
وأشار إلى أن المحطات الانتخابية القادمة تشكل فرصة لتعظيم الإيجابيات وتلافي السلبيات، وصولًا إلى العمل البرلماني المؤسسي الذي يعكس طموحات الشعب الأردني.
الدعجة شدد في نهاية حديثه بالتأكيد على أن نجاح التجربة الحزبية في الأردن يتطلب العمل على تعزيز المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار وإدارة الشأن العام، بما يضمن تطور الأداء البرلماني والحكومي، وتحقيق أهداف منظومة التحديث التي تسعى إلى تطوير مؤسسات الدولة.