عبيدات تكتب: كفاكم تعطيلا بأسم غزة

صوت الحق -
بقلم: لوزان عبيدات
"لا يمكننا أن نتخلى عن غزة، فيجب أن تكون أولوية الجميع التاريخ سيحكم علينا من خلال أفعالنا إنه اختبار لإنسانيتنا وإخلاصنا".
هذا ما تحدث به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في الجلسة الرئيسية لمؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، حين أكد أن دعم غزة لا يكون بالشعارات ولا بتعطيل مؤسسات الدولة بل بالفعل والموقف السياسي والميداني.
ومن الطبيعي أن يتعاطف الأردنيون مع غزة فهم تحكمهم صلة قوية بين شعبين يعيشون في قلبا واحد، لكن ما لا يمكن قبوله هو أن يتحول هذا التعاطف إلى ضرر على الأردن وعلى المواطنين فهذا الإضراب الذين يدعون إليه بعض الجماعات لا يفيد غزة بل يؤذي الأردن فقط.
من يعتقد أن الإضراب في الأردن يؤثر على الاحتلال فهو مخطئ، الاحتلال لا يهتم إن أصبح هناك إضراب في عمان أو توقفت مؤسسة عن العمل في إربد أو الكرك، الذي يدفع الثمن هو المواطن الأردني.
غزة بحاجة إلى دعم حقيقي سياسي وإنساني وليس إلى تعطيل حياة المواطنين، الإضراب ليس وسيلة فعالة ولا يخدم القضية بل يعطي مساحة للبعض لتخريب الداخل بأسم دعم الخارج.
الأردن يدعم غزة بالفعل لا بالشعارات، بل بالفعل والميدان والجيش العربي الأردني موجود في غزة منذ سنوات، عبر المستشفى الميداني الذي يخدم أهل القطاع يوميا، بالإضافة إلى المساعدات الجوية والبرية بشكل دائم التي تصل منذ بدء الحرب بإشراف مباشر من القيادة الهاشمية.
وجلالة سيدنا لم يتوقف يوما عن الدفاع عن الفلسطينيين في كل المنابر الدولية، وتحركاته واضحة وثابتة، سواء في الأمم المتحدة أو في لقاءاته مع زعماء العالم، هذا هو الدعم الحقيقي دعم يحمي الأرض والمدنيين وليس مجرد تعطيل للحياة العامة وتنفيذ إجراءات إضراب لا يخدم أي شيء بل يولد الخراب والفوضى.
هناك من يحاول التشويش على هذا الدور من خلال حملات موجهة على وسائل التواصل الاجتماعي بعضها يدار من حسابات وهمية هدفها ضرب الدولة وزرع الشك بين الأردنيين، هؤلاء لا يخدمون سوى أجندات خارجية مشبوهة.
الدفاع عن الأردن لا يتعارض مع دعم غزة بل هو شرط أساسي له لأن الوطن القوي هو من يساند والوطن المستقر هو من يستطيع أن يقدم العون لا يمكن أن نساعد غيرنا ونحن نضعف أنفسنا.
عاش الأردن قويا عزيزا… وعاشت فلسطين حرة أبية.