اختبرتم صبرنا بما تجاوزتم به الحد.. الجيش والمخابرات والأمن فوق الخط الأحمر

صوت الحق -
بقلم : الدكتور سيف تركي أخو ارشيدة
لقد عُرف الأردن طوال تاريخه كداعم أساسي للسلام والأمن في المنطقة والداعم الاكبر لاخواننا واشقائنا بغزة ملكا وجيشا وشعبا، لكن للأسف، نجد بين الحين والآخر أصوات نشاز تحاول النيل من أمننا واستقرارنا، وتجاوزت هذه الأصوات الخطوط الحمراء في استهداف مؤسساتنا العسكرية والأمنية، التي لطالما كانت الدرع الواقي لأمننا لنرى مشاهد الخزي والعار لبنات وأبناء جاهلين بتاريخ الأردن ولا يقدرون نعمة الله لهم، وتحت بند حرية التعبير يجحدون بفضل جيشنا في وقوفه الدائم إلى جنب سكان غزة وقد قلنا مرارا أن لا جيش ولا دولة قدمت ما قدمه الأردن وجيشه لقطاع غزة في ظل العدوان الغاشم له.
إن الجيش الأردني هو المؤسسة التي تمثل تاريخا طويلًا من التضحية والفداء، وهو الساهر على حماية حدودنا وداخلنا، وهو الذي يكافح كل يوم من أجل استقرار الوطن وسلامة المواطن، وهذا الجيش ليس مجرد قوة عسكرية، بل هو رمز للوحدة الوطنية والولاء للملك والوطن، ولا يمكن بأي حال من الأحوال السماح لأي شخص أو مجموعة بالتطاول عليه أو محاولة تشويه صورته وذمه وشتمه من قبل الجهلاء من فئة لا يمكن القول عنهم الا انهم يحترفون السقوط في مستنقع الفكر والادراك.
في الوقت الذي يقدم فيه الجيش أرواح جنوده فداء للوطن، نجد البعض من تلك الفئة يتجرؤون على ذكره بألفاظ نابية وبعيدة عن المعاني الإنسانية، وذلك في محاولات يائسة للظهور بمظهر المدافع عن قضية القطاع، وهذا السلوك لا يعكس إلا جهلاً بالواقع وبالحقائق، وتجاهلاً لكل ما قدمه هذا الجيش من تضحيات لحماية وطننا وتقديم وبذل كل فرصة لمساعدة اهل القطاع من الانزالات الجوية والبرية والمستشفيات المدنية التي كانت تحت القصف والعدوان.
إن الذين يتنكرون لجهود الجيش الأردني والأمن العام هم في الحقيقة يسيئون إلى أنفسهم أولا، ثم إلى الوطن بأسره، لا يمكن لأي شخص أن يظن أن الفتنة والتهجم على مؤسسات الدولة سيكون لهما أي دور إيجابي في الدفاع عن القضايا الوطنية أو القومية، بل على العكس، فإن هذا النوع من السلوك يزيد من ضعفنا ويعرضنا لأخطار أكبر، سواء من داخل الوطن أو من خارجه.
إن من يتحدث عن غزة أو يدافع عنها بأسلوب عنيف ضد جيشنا وأمننا هو في الحقيقة لا يعي حجم التحديات التي يواجهها الأردن في محيطه، الجيش الأردني الذي يعالج قضايا المخدرات والإرهاب ويوجه ضرباته الناجحة في مواجهة تلك الآفات هو نفسه الذي يتحمل عبئا ثقيلا في حماية حدودنا وفي المساهمة الفاعلة في تحقيق الأمن في المنطقة.
إن الدولة الأردنية تعد أحد النماذج الفريدة في المنطقة في مقاومة الفساد والحد من آثاره السلبية على المجتمع، والجيش، من خلال قيادته الحكيمة وأفراده الأوفياء، يشكل عنصرا أساسيا في هذا المسار، ولولا الجهد الدؤوب للجيش، لما تمكنا من أن نبني مجتمعا قادرا على مواجهة تحديات الفساد، وحماية أنفسنا من الانزلاق في مستنقعات التدهور الأمني والسياسي.
إن الإساءة إلى الجيش الأردني ليست فقط إساءة لمؤسسة وطنية عظيمة، بل هي محاولة لتفكيك وحدة الشعب الأردني والنيل من استقراره، وعلينا أن نكون يقظين وأن ندرك أن التحديات التي نواجهها تتطلب وحدة الصف والتكاتف، وليس الفرقة والفتن.
ولن نتيح لأي كان أن يتطاول على وزارة الداخلية وكل الحاكمين الإداريين الذين يعملون ليل نهار في حفظ أمن هذا البلد العزيز، لننام قريري العين آمنين.
وإن دائرة المخابرات هي الجهاز العصبي للدولة ومن خلاله يتم السيطرة على كل شاردة وواردة لأمن الشعب والدولة، هذا الجهاز الأبي الذي يعمل كخلية نحل في سبيل إحاطتنا وحمايتنا من كل يد قد تمتد على هذا الثرى بأي شر فتكسرها.
لن نسمح لأي كان بالتطاول على الجيش الأردني أو الأمن العام، هؤلاء الذين يحاولون الاصطفاف ضد مؤسساتنا الأمنية والعسكرية، تحت شعارات رنانة أو مبررات لا تمت للواقع بصلة، لا يعبرون عن ضمير الوطن الحقيقي، ولنا أن نعلم جميعا أن الجيش والأمن سيبقيان دائما فوق الخط الأحمر، وسيظلان الدرع الواقي الذي يحمي أمننا ويحفظ كرامتنا، ولا مكان بيننا لمن يراهن على الفتنة أو يسعى إلى زعزعة استقرارنا.