"مش عيب؟” سؤالٌ ملكيّ يجلد الخونة بصمت

{title}
صوت الحق -
بقلم: الدكتور علي فؤاد حناوي
لم يكن خبر القبض على خلية إرهابية تُخطط لتنفيذ عمليات تخريبية داخل الأردن مجرّد "حدث أمني”، بل صفعة مدوّية في وجه كل من شكّك، وهاجم، وطعن، وباع وطنه بالشعارات.

هؤلاء لم يكونوا هواة فوضى، بل محترفي مؤامرات، مدعومين من الخارج، تُموّلهم أجندات سوداء تقودها إيران وتنفذها أذرع حزب الله. 
ظنّوا أن الأردن هشّ، وأننا غافلون، لكنهم اصطدموا بجدارٍ لا يُخترق: رجال المخابرات العامة الأردنية ؛رجال لا يظهرون في المشهد، لكنهم يملكون المشهد ،رجال لا ينامون لأننا ننام، ولا يتكلّمون كثيرًا لأنهم يعملون أكثر.

وهنا، تعالوا نسأل بسخرية حزينة :أولئك الذين ملأوا الساحات والصفحات، وصرخوا في الشوارع قائلين:
"الجيش الأردني نايم!”
"الأمن العام صهاينة!”

هل ما زلتم تملكون الجرأة لتكرار هذه العبارات الآن؟
بعد أن اتّضح أن "النائم” الحقيقي، هو من لم يرَ الخطر قادماً من تحت قدميه، وأن "الصهيوني” الحقيقي، هو من يسعى لتمزيق وطنه من الداخل بأيدي أعدائه، لا من يحميه بالسلاح والعرق
وفي خضمّ هذا الغبار الذي أثارته المؤامرات، جاء صوت جلالة الملك عبدالله الثاني ، لا صراخاً ولا شعارات، بل جملة واحدة، هادئة كالسيف، ناعمة كالرعد، تطرق القلوب قبل الآذان:

"مش عيب عليكم؟”

لم تكن مجرد كلمات، بل مرآة نُصبت فجأة أمام وجوه الذين خانوا، فظهرت الخيانة على ملامحهم كندبة لا تُخفى.
لم يكن سؤالاً عابراً، بل محاكمة أخلاقية تختصر كل خيانة وكل كذب وكل هتاف مُضلل ضد الوطن .

"مش عيب؟”…
أن تطعن جيشك؟
أن تُشكك بأجهزتك الأمنية؟
أن تبيع وطنك تحت لافتة "المطالبة بالإصلاح” بينما تتلقى الدعم من أعداء الوطن؟

إنها ليست فقط عبارة ملك، بل نبض وطنٍ موجوع، وصرخة كرامة في زمن الغدر، وتوقيع شرف باسم كل أردني شريف، يقولها عالياً :
نعم، عيب كبير… وخيانة أكبر.

لقد كنّا نحذّر منذ البداية:
ليست كل الهتافات وطنية،
وليس كل الغضب بريئاً
وبعض الشعارات، ما هي إلا عبوات ناسفة ؛ملفوفة بكلمات ناعمة..!!

اليوم، سقطت الأقنعة،وسقط معها ادعاء "النوايا الطيبة” و”المطالب الشعبية”، حين تبيّن أن هناك من يُخطط لتفجير الأردن لا لإصلاحه.

وحدهم رجال المخابرات أنقذوا هذا البلد من جرح عميق.
وحدهم يعملون في الظل، كي لا نعيش نحن في الظلام.

تحية فخر وامتنان لكل العيون الساهرة، لكل يد قبضت على الخيط قبل أن يتحوّل إلى نار.
تحية لجيشنا الذي لا ينام، ولأجهزتنا الأمنية التي لا تساوم، ولقيادتنا التي تقولها بلا تردد:

"مش عيب؟!”… بل خيانة
تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS