من نشوة الانتماء إلى صدمة الخيانة: حكاية وطن ويقظة شباب

{title}
صوت الحق -
بقلم:  بكر عبدالجواد

في يوم وطني مميز ابرز الجميع فيه معاني وتعابير الهوية والسيادة والوحدة الوطنية الاردنية الصادقة تجاه رمزية دولة هاشمية عربية إسلامية، لكن ما سبقه من احداث اجزعت القلوب واستنكر المجتمع ما أعلنته دائرة المخابرات العامة من إحباط مخططات خطيرة استهدفت أمن الوطن واستقراره تمثلت في تصنيع صواريخ وطائرات مسيّرة وحيازة متفجرات وأسلحة إلى جانب تجنيد وتدريب أفراد داخل وخارج المملكة.

هنا… يقف المرء مشدوهًا: كيف امتزج الفرح الوطني بالخطر الداهم؟ كيف تجتمع نشوة الانتماء مع صدمة الخيانة ولسان حالنا يقول لمن سولت لهم انفسهم العبث والتخريب وبث سموم الفتن :

"سقط القناع وبانت الأضراس .. أين الضمير!؟” 

كم حجم خيبات الامل والمرار الذي اعددتموه لوطنكم الحاضن لكم كنتم ترتدون قناع الإسلام والاخوة  بالبراءة والطيبة لكن سقط قناعكم وبان وجهكم الحقيقي بمظهر التنظيم والاجرام بدلا من الإسلام وبشكل فاضح – ليس فقط "الوجه الحقيقي” بل حتى "الأضراس”  لتعبر لنا عن مدى  الجشع أو الوحشية الإنسانية خلف جسدكم الخارج عن القيم والثوابت.
 "أين الضمير!؟ من تزييفكم وانكشافكم وكيف تجرؤون على تزييف سيادة الوطن والعبث بأبنائه وشبابه ورمزيته وثوابته واللهو في ارضه عبثا فلم تطيقوا ذرعا بصرخة اسود الوطن -دائرة المخابرات العامة والأجهزة الأمنية - في وجه هذا التزييف والعبث  والانكشاف فهم بكل فخر" الاصدق قولا والأخلص عملا" ولجأتم الى مخابئكم تبرأتم من عناصركم المنكشفة وبترتم اسرهم واصدرتم بياناتكم بانهم ليسوا منكم ولا منهم  فاصبحوا  من المخلفين في الأرض، 
وارتددتم  لأصل الأمور ومبادئها وقيمها تتغنون بقيم الدين تارة وبالوطنية والسيادة الاردنية تارة أخرى وتدعون للأمن والسلم والسلام والحفاظ على خط الامان !!!! وهو قناعكم الذي تظهرونه وقت الشدائد ودواعي  انكماشكم لأنه هو السبيل لكم و بفطرتكم تعلمون ان الوطن هو السيادة والمنجى والملجأ وهي الحقيقة التي يعيشها ويتمتع بها ابناء الوطن.

واآسفاه لكم تستخدمون لفظ الإسلام واستغلال خطاب الديني لتحقيق أهداف سياسية ضيقة تتعارض مع مبادئ الدولة الوطنية ومقوماتها، تسعون وراء طموحاتكم في الوصول الى الحكم والزعامة من خلال الدين كوسيلة للتأثير على الرأي العام وتحشيد العاطفة الشعبية لتبرير ممارساتكم الإقصائية لا وبل الى فرض الرؤية الأيديولوجية الخاصة التي تتنافى مع قيم التعددية والاعتدال وتُهدد باستبدال النظام الديمقراطي التعددي بنظام شمولي يُقصي كل من يخالفه لا يكمن تهديدكم للأمن والاستقرار المجتمعي وتماسكه بل في الإساءة إلى الدين نفسه وتشويه صورة الإسلام ذاته وخلقتم منها حالة الاسلاموفوبيا للعالم اجمع من خلال ربطه بممارسات سياسية مضللة تبرر غاياتكم الجوفية - فاخترتم التنظيم بدلا من الدين- .

فقد عشتم فترت انشقاقات وصراعات انشغلتم ببعضكم لاثبات عذريتكم الثورية والحق التاريخي لكم دون ان تطرحوا برامج إصلاحية ونهضوية للوطن الأردني لا بل كانت بعضها نظريات تقليدية تقتصر على مواقف تستجدي الجماهيرية تتميز بالتطرف والمغالاة دون ان تطرح بديل لحظة النقاش والحوار.

فتعددت اسماءكم وألقابكم لكن قلبكم وجسدكم واحد خارج ارضنا يكسوه العار مفطوم من عدة دول لا يشكر الوطن الذي حضنه واطعمه وكبره انما عاق بالأردن وجحد بنعمه.
وتكنون انفسكم حسب الاقليم لتقديمها بهوية "محلية” مقبولة تتفادى الحساسيات السياسية المرتبطة بالأُم  جماعة الإخوان المسلمين وابنائها :جماعة الدعوة والإصلاح (في ايران)، الجماعة (في السودان) ، التنظيم(في الخليج)، حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسي في مصر بعد الثورة)، حركة النهضة (في تونس)، حركة مجتمع السلم (في الجزائر)، جماعة العدل والإحسان (في المغرب)، حزب جبهة العمل الإسلامي (في الأردن).

|| وهنا رسالة من شباب الوطن إلى شباب الايدلوجيات؛؛ 
نعاتبكم ليس بدافع الخصومة بل من قلب محب لهذا الوطن حريص على وحدته وسلامه بما يمليه علينا ضميرنا ومسؤوليتنا كشباب ننتمي لنفس الأرض ونحمل نفس الهموم.

نعلم أن بينكم من ضحّوا من أجل ما يؤمنون به وتحركوا بدافع توجيهات تنظيمية او ولاءات عابرة للحدود،  لكننا نراكم اليوم تقفون على مفترق طرق وقد ضحى بكم قياداتكم وتخلف عنكم شيوخكم ، ندعوكم ان تنظروا إلى مصلحة الوطن وأن تعودوا إلى حضن الوطن واجهزته الامنية مقبلين  كشركاء حقيقيين في البناء بعيدًا عن الاستقواء بالخارج أو استحضار اي خطاب غطاءً للصراع السياسي أو مطيّة لأهداف لا تخدم لا الدين ولا الوطن.

|| وننحني  بكل فخر واعتزاز برسالة من شباب الوطن الى دائرة المخابرات العامة وكافة الاجهزة الامنية ؛ نحمد الله ان حواجز الخجل والتعاون بينكم قد تلاشت فنحن شبابكم أبناء هذا الوطن الذي نحبه ونسعى لنهضته نتوجه إليكم اليوم بكلمات نابعة من القلب نابعة من حرصنا على بلدنا ورغبتنا الصادقة في أن نكون شركاء في مستقبله لا غرباء عنه.
نُقدّر دور مؤسستكم في حماية أمن الأردن ونؤمن أن الأمن الحقيقي هو بوقوفنا معكم والتفافنا حولكم
 وحوار حقيقي بين مؤسسات الدولة وشبابها، حوار عنوانه الثقة، وأساسه الانتماء.

ونؤكد أن أمن الأردن خط أحمر وأن كل من يحاول العبث به سيجد أمامه شعباً واعياً وأجهزةً يقظة ساهرة.

حفظ الله الأردن وشعبه وقيادته من كل سوء وأدام علينا نعمة الأمن والاستقرار.

واقع حال (٣) في ذكرى ميلادي

تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS