الدعجة: بيان حماس تجاوز التضامن إلى المساس بالسيادة الأردنية

{title}
صوت الحق -
لوزان عبيدات - قال المحلل الأمني الدكتور بشير الدعجة إن البيان الذي أصدرته حركة "حماس" بشأن توقيف مجموعة من الأردنيين المتهمين في قضايا تمس الأمن الوطني، لا يُعد بيان تضامن عادي بل وثيقة سياسية مكتملة الأركان. 

وأوضح الدعجة لـ "صوت الحق " أن البيان صيغ بلغة مدروسة محمّلة برسائل دقيقة تتجاوز حدود السياسة إلى ملامسة الأمن والسيادة الأردنية.

ولفت إلى أن القراءة الأولى للبيان قد تعطي انطباعًا دافئًا، نظرًا لما يحمله من مفردات تتغنى بالواجب القومي والديني ونصرة فلسطين، إلا أن الهدف الحقيقي يكمن في إعادة توصيف الحدث الأمني الخطير داخل الأردن على أنه عمل نضالي مشروع يستحق الدعم لا الإدانة.

وأكد أن المعتقلين في البيان لم يُقدموا كمواطنين خالفوا القانون، بل كرموز للضمير الجمعي وتلاحم الشعوب، وهو ما اعتبره محاولة لإعادة تشكيل الرأي العام الأردني وتحويله نحو التفاعل العاطفي، بدل التفكير الواقعي في خطورة التهم الموجهة إليهم.

وأشار إلى أن أخطر ما ورد في البيان هو إقراره الضمني بأن المعتقلين قد تجاوزوا القانون الأردني، لكن بدافع الدفاع عن القدس وغزة، وكأن الحركة تطالب بتجاوز القوانين الأردنية مقابل "نية نبيلة"، لافتًا إلى إن ذلك يعني  أن حماس ترى قضيتها أسمى من قوانين الدولة الأردنية، ما يشكل مساسًا صريحًا بالسيادة.

وأوضح أن البيان لم يخلُ من ضغط سياسي مباشر حين دعا إلى الإفراج الفوري عن الموقوفين، مستخدمًا لغة دبلوماسية ظاهرها التقدير وباطنها التدخل في آليات الدولة، وهو ما وصفه بتجاوز غير مقبول لخصوصية القرار الأمني الأردني.

ونوه أن استخدام الرموز الدينية والقومية في البيان لم يكن عفويًا، بل جزء من استراتيجية مدروسة لتحفيز المشاعر العامة وتخدير المتلقي عن طرح الأسئلة الجوهرية حول طبيعة الأعمال التي قام بها الموقوفون. 

وتابع" جوهر البيان يقوم على سحب القضية من بعدها الأمني إلى فضاء عاطفي شعبي، في محاولة لإعادة تشكيل العلاقة الأردنية الفلسطينية ضمن إطار وجداني يتجاهل القنوات السياسية والمؤسساتية وهذا المسار يعيد تعريف السيادة على أساس شعوري، وهو أمر بالغ الخطورة". 

وأعتبر أن حماس لم تكن تدافع فقط عن أفراد، بل تختبر قدرة الدولة الأردنية على فرض خطابها السيادي، مضيفًا أن البيان يُقرأ كما تُقرأ رسائل الحروب الباردة، حيث ما بين السطور أشد وقعًا من ظاهر النص، مؤكدًا أن البيان تجاوز الخطوط الحمراء. 
تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS