المناصب تدور .. والأزمات تكشف الفراغ

{title}
صوت الحق -

بقلم: محمد الخضير

الشخصيات السياسية التي شاخت وهي تنتقل من موقع إلى آخر من مواقع السلطة، من المؤسف أن تخرج بهذا الانهزام على مسرح مقارعة الحجة بالحجة في الدفاع عن الموقف الوطني إزاء الأحداث الجارية، وهو ما يكشف عن حقيقة مدى هشاشة اغلب ما يسمو برجال "الدولة!" وفقرهم المعرفي، وضيق أفقهم، واضمحلال أخلاقيات التعامل مع الآخر
في كل حفلة تدوير للمواقع العامة، نشهد حالة انتفاخهم، وعند الأزمات لا يبقى من أثرهم سوى الفراغ، وحتى المحاولات الباهتة لبقاياهم واهنة ومخجلة، وفيها من الضعف ما يكفي الآخر لتوجيه سهامه، ليبقى ذلك عنوانًا يحسب ظله العنوان الأبرز في المشهد العام لحقيقة واقعة من غياب من تنفعوا وتناحروا على المناصب أمام ساحة الدفاع عن المواقف الوطنية
يسوق هذا الأمر المتكرر المزاج العام إلى مزيد من الضجر والاستياء حول أصل الأشياء المتمثل في المعادلات البالية في تصعيد هؤلاء على حساب جموع من الكفاءات الوطنية، التي لم تكن ضمن الإفراز الطبقي والمصلحي والشللي أحيانًا، لتكون معادلة أفقرت الشأن العام ممن هم أهل له، وألقى  هروبهم من مواجهة الاخر الكثير من السواد على نصاعة موقفنا الوطني 
بالمقابل، يبرز اليوم على مسرح الأحداث المنصرمة والحالية بشكل أكبر الدور المتنامي للشباب الوطني، وخاصة الخارجين إلى شمس الحياة من جيوب الفقر "التي نخرها من تنافخوا ادعاء عليه"،
في حالة من الاشتباك بالذود عن الدولة الأردنية كوجود وروح تسكن جوارحهم بتاريخها وإرثها، وما يصاحبهم من روافد من زمن الذكريات المتخضب في ترابها حبًا وانتماءً لم يخالطه ما يعكر صفو نقاء تكوينهم، لتبقى فطرتهم تدفعهم إلى ما جبلوا عليه، في أوقات يغلب الظن عليهم أن مثل هكذا واجب لن يذهب سدى
 إلا أن سوف تظهر حقيقة أحسبها واقعة بأن ثمة طوابير من الأبناء والأحفاد، امتداد لمعادلات التصعيد البالية، تنتظرهم أدوار تتناقلهم كما تناقلت سلفهم في دائرة بائسة لم تتحلل بعد
وفي لحظة ما سيعود عنفوان الشباب يحاكي سيلًا جارفًا ممن قد تكون... ذكريات يأخذها الوعي إلى أماكن أخرى وزوايا مغايرة لظروف والنشأة التي هيئتها على خط اعتباري لزمن ارتهن كل الاشياء  ....
تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS