الجامعات… وتصنيف زقروطة

{title}
صوت الحق -

بقلم: د. محمد علي العكور
   تخيّلوا أن جامعة هارفارد تدفع المال للحصول على ترتيب متقدم في تصنيف " إم . إز " مؤسسة زقروطة للتطوير الأكاديمي ، فتأتي جامعة أوهايو فتدفع أكثر للحصول على ترتيب متقدم في تصنيف " إم . إع "  مؤسسة وادي عنقا للكفاءة البحثية ، ثم تقيم احتفالا عظيما بذلك ، كما فعلت إحدى جامعاتنا بإقامة احتفال بالتصنيف دعت إليه علية القوم وكلفها ما يقارب المئة ألف دينار…بل تخيّلوا أن جامعة سان انطونيو في تكساس تطرح إعلان توظيف أساتذة فتشترط أن يكون خريج إحدى الجامعات المرموقة في بلادنا …مثلما طرحت جامعة خاصة عندنا إعلانا تطلب أساتذة في اللغة العربية والفقة الإسلامي واشترطت أن يكون خريج إحدى الجامعات الأوروبية أو الأمريكية…أو أن جامعة فلوريدا  تطرح برامج لتطوير الأداء الأكاديمي بإشراف مؤسسة القليعي لصناعة التعليم الهادف…مثلما تفعل بعض جامعاتنا في برامجها التغريبية..
تخيّلوا أن يتفاخر بنو سام بتقليدنا واللهاث وراءنا ، والمفاخرة بتبعيتهم لنا ويدفعون لنا الأموال لنقبل بهم على صفحاتنا ، فتجدهم يقولون الدكتور جون رجل عظيم تخرج في أعرق الجامعات العربية ويحمل شهادة الامتحان العالمي في اللغة العربية…
ماذا لو كان رؤساء جامعات أوروبا يطعجون ألسنتهم باللغة العربية ويتباهون في ذلك…كما يتحدث بعض رؤساء جامعاتنا بلسان أعجمي مشين …؟.. أو تكون مواقع جامعاتهم الالكترونية باللغة العربية ، وفي زاوية الصفحة أيقونة ضغيرة مهانة مكتوب في داخلها الانجليزية ، كما تفعل بعض جامعاتنا في مواقعها بالانجليزية ، فتجعل اللغة العربية خيارا مَهينا ذليلا في أيقونة صغيرة..
    ماذا لو زار وفد مكون من فتحية وعمشة وفطوم جامعة ستانفورد واستقبلهن رئيس الجامعة ذليلا مفجوعا وحوله المترجمون والصحفيون ليحتفلوا بالتعاون الثنائي بين مؤسسة الملوخية المفروطة والجامعة لعقد ورشات ودورات تدريبية للهيئة الإدارية والأكاديمية …؟ مثلما تأتينا شمطاوات نكرات يمثلن مؤسسات خبيثة فيرتجف الرئيس باستقبالهن ويجلسن واضعات رجلا على رجل بوجه الرئيس والرئيس جالس كالمجرم بين يدي القاضي..
ماذا لو وقفت كرستينيا مع زميلتها صباحا أمام كشك الذكريات المؤلمة في ساحات جامعة ميتشيغان وعرضت عليها بقولها تشربين القهوة أم الشاي ..؟ فترد زميلتها شكرا جزيلا ، مثل ما تقف فلحة مع زميلتها أمام مون كافيه  في إحدى جامعاتنا وتناديها تركيش أو ثري ان ون ، فترد زميلتها ثانكس …؟
تخيلوا كثيرا … ولكن لا تنسوا أن تتخيلوا كم نحن موغلون في وحل القيعان المنسية، فنتشبث بالطحالب فلا تقبل بنا لنبقى نصيح في الحضيض فلا يسمعنا سوى ذلنا العميق…؟ 

***زقروطة وعنقا  والقليعي أسماء أراضٍ في الصريح*****
تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS