إلى مسؤولي السوشال ميديا: كفاكم تنظيرًا.. آن أوان العمل

{title}
صوت الحق -


بقلم: هاشم الشوبكي 

في خضمّ الأزمات، وتقلّب الواقع، وتضارب الأولويات في وطننا الغالي، نقف أمام تساؤل حتميّ:
أين أنتم يا مسؤولي الإعلام الرقمي والسوشال ميديا؟ أين أنتم من نبض الشارع؟ من وجع المواطن؟ من رؤية القائد التي تصرخ فينا كل يوم "كفى تقاعسًا.. آن العمل”؟

كلّ ما نراه هو شعارات تصدح في منصاتكم، وعبارات منمّقة تستنسخونها من كتبٍ أجنبية لا تمتّ لواقعنا بصلة، تنظيرٌ لا يسنده واقع، وحضورٌ رقميّ غائب عن الجوهر. فمتى ستنتقلون من مرحلة التدوير الإلكتروني إلى الفعل الحقيقي؟ متى تتحولون من "المنشورات” إلى "المبادرات”؟ ومن التفاعل الرقمي إلى التأثير الوطني؟

جعفر حسان نموذجًا

انظروا إلى دولة جعفر حسان.
رجل الدولة الذي لم ينتظر الكاميرا ليُظهر عمله، بل جعل من تنفيذ رؤى جلالة الملك أولوية يومية، لا مجاملة فيها ولا ترحيل. رجل لا يتحدث كثيرًا، بل يعمل كثيرًا، لا يراهن على اللايك والشير، بل على الملف والميدان.

رؤى جلالة الملك ليست حبرًا على شاشة

جلالة الملك عبدالله الثاني، حفظه الله، لم يترك مجالًا للبس في توجيهاته:
التحول الرقمي ليس ترفًا بل أداة إصلاح.
محاربة الفساد لا تحتاج مزايدة بل رجالًا.
التمكين الاقتصادي لا يتم عبر شعارات الإنستغرام بل عبر خلق الفرص.

فأين أنتم من كل هذا؟

تجلسون على كراسٍ مريحة، تصيغون محتوى مكررًا، وتتفاخرون بالوصول والمشاهدات، بينما الشباب العاطل يطرق الأبواب بلا مجيب، والموظف البسيط يسابق دخله آخر الشهر، والأمّهات ينتظرن تحسّن التعليم لا فيديو دعائي.

كفاكم استيراد نظريات لن تطبق هنا

نعم، قرأنا الكتب الغربية وتعلمنا من مدارسها، لكن أنتم تطبقون الواجهة لا الجوهر.
"نظرية التأثير التراكمي”!
"النموذج السويدي في التوعية”!
"أسلوب النصح غير المباشر”!
… كلّ هذا جميل، لكن هل جربتم النزول إلى حيّ شعبيّ؟ أو لقاء شاب عاطل؟ أو متابعة مدرسة بلا تدفئة؟

كتبهم تصلح لواقعهم، ونحن لنا واقعٌ مختلف، نحتاج فيه إلى إعلام رقمي وطني لا افتراضي، صادق لا استعراضي، مؤثر لا مُؤثَّر به.
إلى متى ستظلون تنظّرون؟
آن الأوان لتخرجوا من فقاعات المكاتب المكيفة.
آن الأوان أن تُعيدوا ثقة الناس بمؤسساتهم.
آن الأوان أن تعملوا لأجل الأردن لا لأجل ترندٍ ينتهي مع الغروب.

كفى تنظيرًا.. كفى تدويرًا للمحتوى.. كفى دفنًا لرؤية قائد الوطن خلف ابتسامات الفلاتر والترويج الزائف.
في الختام

إن لم تكن منصاتكم لنبض الناس، فلمن هي؟
وإن لم تكونوا على قدر اللحظة الوطنية، فمتى؟
وإن لم تقتدوا بمن يترجم رؤية الملك إلى واقع، فبمن؟

كونوا بحجم الأردن.. أو افسحوا الطريق
تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS