الأردنيون يحتلّون المركز الأول عربياً والثاني إقليمياً بالصحة العقلية
صوت الحق -
حقق الأردن تقدماً ملحوظاً على صعيد الصحة العقلية في المنطقة، حيث جاء في المرتبة الأولى عربياً والثانية إقليمياً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفق نتائج "تقرير الحالة العقلية للعالم 2024" الصادر عن مختبرات Sapien Labs العالمية.
التقرير شمل مؤشري الصحة العقلية لإجمالي البالغين وفئة الشباب، وأظهر استقراراً نسبياً في الصحة العقلية للأردنيين رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
وبحسب التقرير، احتل الأردن المرتبة 40 عالمياً في حاصل الصحة العقلية (Mental Health Quotient - MHQ) لإجمالي البالغين، متفوقاً على المتوسط العالمي بنسبة 7.3%.
وشارك أردنيون في إعداد التقرير للعام الثالث على التوالي، وشهد هذا العام إصدار أول نسخة عربية من التقرير مع ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30% مقارنة بالعام السابق.
الشباب والاختلاف بين الأجيال
سجل الأردن 48 نقطة في حاصل الصحة العقلية لفئة الشباب (18–34 عاماً)، متفوقاً على المتوسط العالمي بـ10 نقاط (26.3%)، ليحل في المرتبة الأولى عربياً والثانية إقليمياً.
لكن التقرير أشار إلى أن هذه النتائج لا تلغي التأثيرات المستمرة لجائحة كوفيد-19 على الأجيال الشابة، حيث بلغ معدل الاضطراب النفسي بينهم 31.7%، وهو أعلى من المتوسط العالمي.
في المقابل، أظهرت فئة البالغين الأكبر سناً (+55 عاماً) في الأردن أعلى مؤشرات الصحة العقلية، مسجلة 106.4 نقطة في حاصل الصحة العقلية مع معدل اضطراب منخفض بلغ 7.9%.
ويبرز هذا التفاوت الكبير بين الأجيال – والذي يصل إلى أربعة أضعاف – الحاجة الماسة إلى وضع خطط وقائية موجهة خصيصاً للشباب.
عوامل عالمية مؤثرة وتوصيات التقرير
ربط التقرير تراجع الصحة العقلية عالمياً بعدة عوامل متشابكة، منها ضعف الروابط الاجتماعية، والاستخدام المبكر للهواتف الذكية، واستهلاك الأغذية فائقة المعالجة، وزيادة التعرض للملوثات البيئية.
وقالت الدكتورة تارا ثياجاراجان، المؤسسة وكبيرة العلماء في "سابين لابز"، إن الأردن سجل "أفضل المؤشرات العقلية في العالم العربي هذا العام"، لكنها حذرت من تراجع مستمر في صحة الجيل الشاب، داعية إلى تطوير السياسات الصحية لتتجاوز مؤشرات السعادة التقليدية نحو فهم أعمق للوظائف الذهنية.
كما شدد التقرير على أهمية تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، مشيراً إلى أن 74% من الأردنيين الأكبر سناً أظهروا ارتباطاً وثيقاً بعائلاتهم، مقارنة بنسبة 45% فقط لدى الشباب.
