العبادي يكتب: إلى مجلس النواب

{title}
صوت الحق -
بقلم: سهم محمد العبادي

حين يصدر مجلس النواب الأردني بيانًا رسميًا، ثم تتوالى بعده بيانات متشابهة في المضمون تصدر عن الكتل النيابية منفردة، فنحن لا نكون بصدد تعددية صحية في الرأي، بل أمام تكرار لا يضيف مضمونًا جديدًا، بقدر ما يضعف تأثير الرسالة الأصلية.

لقد أصبحت هذه ظاهرة مكرورة يلحظها الجميع، ولا سيّما العاملون في الإعلام، الذين يجدون أنفسهم أمام سيل من البيانات التي تكاد تتطابق في العناوين والمواقف، لكنها تتوزع على تواقيع مختلفة: كتلة هنا، وتحالف هناك، ونائب مستقل هنالك… والنتيجة: تشويشٌ على ما يجب أن يكون موقفًا وطنيًا موحدًا.

مجلس النواب — في لحظات القضايا الكبرى — لا ينبغي أن يُجزّأ صوته، ولا أن تُوزّع هيبته على بيانات متناثرة. فحين يصدر بيان باسم المجلس، يجب أن يُعبّر عن إجماع المؤسسة التشريعية الأردنية بكامل أطيافها، لا أن يتبعه بيانات إيضاح وتأكيد وتكرار من الكتل، توحي — عن غير قصد — بأن البيت الواحد فيه غرف متباعدة.

في السياسة، كما في اللغة، كل تكرار يُفقد الجملة الأولى قوتها. وكل تعدد في الخطاب الرسمي حول قضية وطنية بحجم قرار "الكنيست" الأخير، لا يُفسّر إلا على أنه انقسام أو تنازع داخلي في وجهات النظر، ولو لم يكن ذلك هو المقصود.

إن المطلوب ليس إلغاء الرأي أو كتم صوت الكتل، بل توحيد الصوت في لحظة الاختبار، بحيث يكون بيان مجلس النواب هو الوثيقة الوحيدة التي تصدر، وتحمل في نصّها إجماع الجميع، ليُقال بعدها:
هكذا يتحدث الأردن… بصوت واحد، لا بأصداء متعددة.
تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS