د .خالد المحارب يكتب : مواجهة الحلم الصهيوني بتماسك جبهتنا الداخلية

صوت الحق -
كتب : د .خالد المحارب
منذ تأسيس المشروع الصهيوني لم يكن حلمه محصوراً في السيطرة على الأرض الفلسطينية فحسب بل امتد إلى إعادة رسم خرائط المنطقة وإضعاف الدول المحيطة وتفكيك مجتمعاتها من الداخل ، هذا الحلم الذي يتغذى على استغلال الانقسامات والضعف الداخلي في الدول العربية يظل أحد أخطر التحديات التي تواجه أي وطن سواء دولة أو شعباً أو نظاماً.
تصريح النتن…ياهو أول أمس جاء ليذكرنا بأن مواجهة هذا المشروع ليست مسؤولية الدولة في بعدها العسكري أو الدبلوماسي وليس ببيانات السوشال التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، بل هي مهمة وطنية شاملة تبدأ من الداخل لأن أن أي مشروع خارجي يستهدف بلداً ما لن يجد سبيلاً للنجاح إلا إذا كانت جبهته الداخلية ضعيفة ومجتمعه مفككاً وثقة الشعب في مؤسساته مهزوزة.
فالفساد ليس مجرد تجاوزات إدارية أو مالية بل هو سرطان يفتك بثقة المواطن في الدولة ويضعف روح الانتماء ويحول الولاء من الوطن إلى المصالح الشخصية إن ترك الفساد دون مواجهة صارمة يفتح الباب أمام الأجندات الخارجية للتغلغل ويجعل من السهل ضرب الوحدة الوطنية في أي دولة.
كذلك هي العدالة فهي حجر الأساس في قوة المجتمع فالمساواة أمام القانون وتكافؤ الفرص بين المواطنين وضمان الحقوق للجميع هي الركائز التي تجعل المجتمع الواحد عصياً على الاختراق فعندما يشعر المواطن أن القانون يحميه وأنه لا فرق بينه وبين أي مسؤول أو صاحب نفوذ فإنه يصبح أكثر تمسكاً بوطنه واستعداده للدفاع عنه.
ان قوة الدولة في قوة شعبها فعندما يكون هناك شعب واعي ومتعلم مشارك في القرار ومحمي بحقوقه سيكون هو الحصن الأول أمام أي مشروع صهيوني أو غيره.
لهذا لا بد من تعزيز الوعي الوطني وتكريس مفهوم المشاركة الفاعلة وإشراك الشباب في صناعة القرار كلها خطوات تجعل الجبهة الداخلية لأي دولة منيعة.
ان الحلم الصهيوني لن يتوقف بل سيزداد طموحاً مع أي ضعف أو انقسام في المنطقة ومواجهة هذا الحلم تبدأ بتقوية الجبهة الداخلية عبر القضاء على الفساد وتحقيق العدالة وتمكين الشعوب فالأمن القومي لا يصان بالسلاح وحده بل بالثقة بين المواطن والدولة وبوحدة الصف التي تجعل من الوطن كتلة واحدة صلبة أمام أي تهديد .