ترامب يستضيف قادة أوروبا: ترتيبات للقاء بوتين وزيلينسكي وضمانات أمنية لأوكرانيا

متابعات: عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قمّة استثنائية في البيت الأبيض، جمع خلالها كبار قادة أوروبا والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في محاولة لدفع مسار اتفاق سلام ينهي الحرب الروسية الأوكرانية. لكنّ تفاصيل أي تسوية محتملة بقيت غامضة رغم يوم طويل من الاجتماعات.
مكالمة مع بوتين وترتيب لقاء ثلاثي
أبرز ما أُعلن هو أنّ ترامب تواصل هاتفيًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكّدًا أنّه يعمل على ترتيب لقاء بين بوتين وزيلينسكي، على أن يتبعه اجتماع ثلاثي يضمّه شخصيًا. غير أنّ موعد ومكان هذه القمّة لم يُحسما بعد.
هدنة مؤقتة أم مفاوضات مباشرة؟
النقاشات التي شارك فيها زعماء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وفنلندا ورئيسة المفوضية الأوروبية تطرّقت إلى إمكانية إعلان وقف إطلاق نار كخطوة أولى، إضافة إلى طبيعة الضمانات الأمنية التي يمكن تقديمها لأوكرانيا. وشدد المستشار الألماني فريدريش ميرتس على أنّ "مصداقية هذه الجهود مرهونة بوقف إطلاق نار منذ البداية"، بينما بدا ترامب أقل التزامًا، معتبرًا أن التوصل إلى تسوية كبرى قد يسبق أي هدنة.
مواقف أوروبية متباينة لكن داعمة لترامب
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وصف الدعوة إلى اجتماع ثلاثي بأنها "الخطوة المنطقية التالية"، مؤكدًا أنّ أي اتفاق يجب أن يتم بمشاركة أوكرانيا نفسها. أما ترامب، فأعاد التأكيد أن أوروبا ستكون "الخط الأول في الدفاع" عن أوكرانيا، بينما ستبقى واشنطن شريكًا داعمًا.
الأجواء مع زيلينسكي: من التوتر إلى الودّ
خلافًا لزيارته السابقة إلى واشنطن التي شهدت انتقادات علنية من ترامب ونائبه جيه دي فانس، لقي زيلينسكي هذه المرة استقبالًا وديًا، حيث شكره ترامب علنًا على جهوده لإنهاء الحرب، وامتدح الأخير رسالة من السيدة الأولى ميلانيا ترامب إلى بوتين بشأن معاناة الأطفال الأوكرانيين. وردّ زيلينسكي بتقديم رسالة من زوجته إلى ميلانيا.
ملف الأراضي والضمانات
لمح ترامب مجددًا إلى احتمال وجود "تبادلات أراضٍ" في إطار أي اتفاق، فيما أظهرت صورة مسرّبة من البيت الأبيض خريطة لأوكرانيا توضّح المناطق التي تحتلها روسيا. لكن مسألة القبول الروسي بوقف إطلاق النار أو بضمانات أمنية لكييف لا تزال غير واضحة.
وأعرب زيلينسكي عن أمله بأن يكون "اللقاء الأفضل" مع بوتين في المستقبل، مؤكدًا استعداده لبحث القضايا الحساسة، بما فيها مسألة الأراضي، خلال الاجتماع الثلاثي المحتمل الذي يسعى ترامب لتنظيمه.
ولاحقا، أعلن الرئيس الأوكراني الإثنين، عقب إجرائه المحادثات في البيت الأبيض، أنّ حلفاء بلاده الغربيين سيقدّمون إليها "خلال 10 أيام" قائمة ضمانات أمنية تقيها أيّ هجوم روسي جديد في حال توصّلها إلى اتّفاق سلام مع روسيا.
وقال زيلينسكي، في بيان نشرته الرئاسة الأوكرانية، إنّ "الضمانات الأمنية سيقرّرها على الأرجح شركاؤنا، وسيكون هناك المزيد والمزيد من التفاصيل لأنّه سيتمّ تدوين كلّ شيء على الورق وإضفاء الطابع الرسمي عليه (…) وذلك في غضون أسبوع إلى عشرة أيام".
وأضاف "من المهمّ أن تُرسل الولايات المتحدة إشارة واضحة بأنها ستكون من بين الدول التي ستساعد وتُنسّق وكذلك أيضا تُشارك في الضمانات الأمنية لأوكرانيا. أعتقد أنّ هذه خطوة كبيرة إلى الأمام”.
وأوضح زيلينسكي أنّ بلاده عرضت استيراد أسلحة أمريكية بقيمة 90 مليار دولار، في حين ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أنّ كييف تعتزم شراء أسلحة بقيمة 100 مليار دولار بتمويل أوروبي.