النائب الطراونة يكتب: وحدة الاردن قوة الأمة

{title}
صوت الحق -

بقلم: النائب حسين الطراونة 

أعادت تصريحات وزير الاتصالات الإسرائيلي التي قال فيها إن ضفتي نهر الأردن "جزء من أرض إسرائيل" إلى الواجهة تاريخ الأطماع الصهيونية التوسعية، وأكدت أن الفكر الاستيطاني الإسرائيلي لا يتوقف عند حدود فلسطين المحتلة، بل يمتد ليمس الأردن في سيادته وأمنه ووجوده. مثل هذه التصريحات لا يمكن أن تُقرأ بمعزل عن المشروع الصهيوني القديم الذي رسم خرائط "إسرائيل الكبرى" منذ مؤتمر بازل عام 1897، ولا عن محاولات الحركة الصهيونية في زمن الانتداب البريطاني لإبقاء شرق الأردن ضمن مخططاتها.

لكن الأردن الذي وقف على الدوام حصناً منيعاً في وجه الأطماع، لا يواجه هذه التحديات بالكلمات فقط، بل بالمواقف والسياسات والقدرة الصلبة للدولة ومؤسساتها. فجلالة الملك عبد الله الثاني، ومعه سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، يقودان موقفاً ثابتاً وحاسماً في الدفاع عن الأردن وفلسطين معاً، مؤكّدين أن أي مساس بالسيادة الأردنية أو تجاوز للوصاية الهاشمية على المقدسات لن يُسمح به مطلقاً. وقد جسّد الملك في كل المحافل الدولية صوتاً صارخاً في وجه سياسات الاحتلال، مدافعاً عن حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة، وعن الأردن كخط أحمر لا يمكن تجاوزه.

أما الجيش العربي المصطفوي، الذي خط تاريخه بدماء شهدائه دفاعاً عن فلسطين والأردن معاً، فيبقى الدرع المنيع والسند الحقيقي للشعب والوطن، ويقف إلى جانبه جهاز المخابرات العامة والأجهزة الأمنية التي أثبتت مراراً كفاءتها العالية في حماية الاستقرار الأردني والتصدي لأي محاولات تستهدف أمن الدولة وسيادتها ، وهذه المنظومة الأمنية والعسكرية ليست فقط قوة ردع، بل هي تعبير عن وحدة الدولة الأردنية وتماسكها في وجه أي تهديد.

إن الأردنيين، قيادة وشعباً، لا يرون في مثل هذه التصريحات الإسرائيلية سوى تذكير بواجبهم التاريخي في حماية الأرض والهوية والسيادة، ومن هنا تتعاظم أهمية الموقف الأردني الرسمي والشعبي، الذي يشكل اليوم خط الدفاع الأول في مواجهة مشروع نتنياهو التوسعي. الأردن كان وسيبقى، بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة وجيشه الباسل وأجهزته الأمنية اليقظة، صخرة تتحطم عليها كل الأطماع الصهيونية، وجداراً صلباً يحمي فلسطين ويصون عروبة المنطقة.

ويبقى السؤال مطروحاً أمام المجتمع الدولي: هل يكتفي بالتصريحات الباهتة في مواجهة هذا الخطاب العدواني الإسرائيلي، أم يتحرك بجدية لوضع حد لسياسة التوسع التي تهدد الأمن والسلم الإقليميين؟ أما الأردن، فهو ثابت على مواقفه، مستند إلى شرعية قيادته ووحدة شعبه وقوة جيشه، وسيبقى كما كان دائماً، عصيّاً على الانكسار وأوفى المدافعين عن قضيته وقضية فلسطين.
تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS