من الإدانة إلى "الأفعال الرادعة".. خطاب الملك عبد الله في قمة الدوحة

{title}
صوت الحق -

 كتب طارق الفايد

في زمننا هذا، كما في الأزمنة الغابرة، لم يكن اليهود يأبهون بما يُقال أو يُثار ضدهم، ولم يكترثوا بالخطابات أو الكلمات. وحدها الأفعال القوية هي الكفيلة بردعهم ووقف عدوانهم على العرب وإبادة الشعب الفلسطيني.


وهذا ما دعا إليه جلالة الملك عبد الله الثاني، الاثنين، خلال كلمة ألقاها بالقمة العربية الإسلامية الطارئة في العاصمة القطرية الدوحة، في خطاب حادّ اللهجة وواضح الرسائل، يعكس تحولاً في النبرة السياسية العربية من مجرد الإدانة إلى الدعوة لتحرك جماعي منظم وفعّال، كما يربط بين الأمن الفلسطيني وأمن الدول العربية الأخرى، في إشارة إلى أن القضية الفلسطينية لم تعد شأنًا منفصلًا، بل جزءًا من أمن إقليمي أوسع مهدد بانفجار شامل إذا استمرت إسرائيل في سياساتها الحالية.


أدان الملك عبد الله العدوان الإسرائيلي الأخير على الدوحة، معتبراً إياه تصعيدًا خطيرًا يأتي في سياق نهج إسرائيلي مستمر من الانتهاكات والتصعيد في المنطقة. الخطاب لم يكتفِ بالإدانة، بل حمل في طياته دعوة واضحة لإعادة النظر في أدوات العمل العربي والإسلامي المشترك، في مواجهة ما وصفه بـ"الحكومة الإسرائيلية المتطرفة".


أشار الملك إلى أن الاعتداء على قطر يأتي بعد عامين من الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة، والتي تميزت- حسب وصفه- بـ"القتل، والتدمير، وتجويع الأبرياء"، وسط انتهاكات صارخة للقانون الدولي والقيم الإنسانية. العدوان الجديد يمثل انتقالًا من استهداف الأراضي الفلسطينية إلى الاعتداء المباشر على دولة عربية ذات سيادة، مما يوسع رقعة التهديد الإسرائيلي في المنطقة.


وأكد الملك أن إسرائيل تمادت في الضفة الغربية عبر إجراءات تهدف إلى تقويض حل الدولتين ونسف أي فرصة لتحقيق سلام عادل. هذا التوسع الاستيطاني، إلى جانب العدوان العسكري، يعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة تقوم على فرض أمر واقع بالقوة، مع تجاهل تام للقرارات الدولية.


"غياب الردع شجع التمادي"

واحدة من أبرز الرسائل في الخطاب كانت الإشارة إلى أن "هيمنة إسرائيل" سببها تقاعس المجتمع الدولي، الذي سمح لها بأن تتصرف كـ"دولة فوق القانون". هذا الاتهام الضمني يحمل نقدًا للموقف الغربي، الذي كثيرًا ما اكتفى بالتنديد دون اتخاذ إجراءات رادعة فعالة.


دعوة لتحرك عربي إسلامي حازم

في مواجهة هذه التطورات، دعا الملك إلى مراجعة شاملة لأدوات العمل العربي والإسلامي المشترك، مشددًا على ضرورة أن تكون قمة اليوم منصة لقرارات عملية، تهدف إلى وقف الحرب على غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، وحماية القدس والمقدسات، وصون أمن ومصالح الدول العربية والإسلامية.


"الرد يجب أن يكون رادعًا"

أنهى جلالة الملك كلمته بتوصيف واضح: "العدوان على قطر دليل على أن التهديد الإسرائيلي لا حدود له"، داعيًا إلى رد واضح، حاسم، ورادع، يرتقي إلى مستوى التهديد القائم.

تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS