الكوفحي يكتب :فوز ممداني وقيم الحرية والعدالة والكرامة
صوت الحق -
كما كان متوقعا فقد فاز المرشح الشاب زهران ممداني في مدينة من اهم المدن العالمية، والأكثر حضورا لليهود والرأسمالية والإعلام. فاز بنسبة تجاوزت ال ٥٠٪.
فاز برغم جملة من التحديات؛
فهو ذو أصول مسلمة إفريقية أسيوية ،
وعمره المبكر (٣٤ ) عاما،
وحضور سياسي مبتدئ، فقد فاز قبلها كعضو مجلس بلدي فحسب،
وقد وقف ضده علانية عشرات المليارديرات (٢٦) ومئات المليونيرات،
وجاهر ترامب بعداوة له وتهديدات سياسية وشخصية، وهدّد بعقاب جماعي للمدينة واهلها،
ونظمت قنوات الإعلام المختلفة حملات تشويه له،
وتم وصفه بمعاداة السامية والشيوعي،
وانشق منافسه الديمقراطي اندرو كومو وترشح مستقلا برغم فوزه عليه بالانتخابات الداخلية للحزب،
وجاهر وافتخر بكونه مسلما مهاجرا وليس ذي مال
وتحدى الصهيونية العالمية بوقوفه ضد جرائمها في غزة واعلن عن إعتقال نتنياهو إذا وصل نيويورك،
وربما غيرها كثير وكثير.
فاز ممداني برغم تصريحاته بما يغضب اصحاب المال بزيادة الضرائب عليهم، وانحيازه للفقراء والطبقة الوسطى.
فاز بدعم متطوعين من قاعدة شعبية غير منظمة لشعورهم انه يمثلهم وصادق وينحاز للقيمة الانسانية الكامنة في الانسان ذاته بعيدا عن لونه واصله وماله.
فاز باقدامه واحترامه للعمال والسائقين وصغار العمال.
فاز بالوضوح المطلق في كل المواقف وبالإجابة الواحدة في كل المواقف، فلم يكن متلونا ابدا.
فاز بعد ان حشد الباطل والاستبداد كل أدواته القانونية وغير القانونية واللاأخلاقية بكل صورها.
دلالات هذا الفوز كبيرة وكثيرة، لعل من أهمها ؛
ان السطوة الصهيونية على العالم بدات بالأفول ، وقد كان لعدوانهم على غزة وابادة اهلها اكبر نقطة تحول في هذا،
وان الباطل والاستبداد مهما علا سيهوي سحيقا، وان المال مهما كثر وطغى لن يخرج الجميع من إنسانيتهم،
وان البشر المنحازون لانسانيتهم بداوا بالتأثير برغم تفرقهم، وان الشباب قادرون على صنع المستحيل إذا امتلكوا الشجاعة والرؤية الواضحة،
وان العمل الشعبي الطوعي قادر ان يتغلب على الاحزاب العريقة وأموالها وسطوة زعمائها.
باختصار؛ فوز ممداني فرصة لاعادة شحذ الهمم، وإيقاظ اليائسين، والاعتماد على الشباب، واعلاء شأن القيم الانسانية السامية كالعدالة والحرية والكرامة.






