حوار مع صديق تونسي حول الموقف الأردني تجاه مأساة غزة

صوت الحق -
بقلم: د.علي عبدالسلام المحارمة
صديق تونسي منتم ٍ لحضارته العربية الإسلامية يملؤه شعور الأسى كبقية أحرار العرب تجاه آلام غزة وأنينها بادرني بسؤال: لماذا لا تقوم الأردن بإدخال المساعدات إلى غزة عبر حدودها، والأردن دولة جوار لغزة؟!
شرحت له مطولاُ الدور التاريخي للجيش العربي الأردني في حروبه مع الكيان، بدءُا من معارك اللطرون وباب الواد ومروراً بمعركة الكرامة الخالدة التي أنهت مقولة الجيش الذي لا يقهر وبقية حروب العرب ضد أعداء الأمة في كل زمان ومكان.
وقصصت عليه حادثة أسر الجيش العربي لشارون ومجموعته التي كانت تعتبر أشرس مجموعة في جيش العدوان.
ثم أوضحت له بأن الأردن لا تربطه حدود مع غزة، وأن الدولة العربية الوحيدة المرتبطة بحدود برية مباشرة مع غزة هي مصر، وقد أرسلت له عدة خرائط توضح ذلك.
وأوضحت له بأن الأردن لو كان له حدود مع غزة لما اضطر بأن يستخدم الطيران والقوافل البرية ذات المسارات الخطيرة جداً والمعقدة لإيصال المساعدات والتي لا تعبر دون تنسيق مسبق.
وأوضحت له بأن الأردن أقام في غزة اثنتين من المستشفيات العسكرية في قطاع غزة رغم خطورة وجودهما وإدامتهما في لظى الجحيم هناك.
ثم سردت له بأن الأردن جيشاً وشعباً وقيادة سيكون رأس حربة للعرب إن قرروا مجتمعين خوض غمار الحرب التحرير المقدسة لنا جميعاُ، كما كان دوماً، ولكنه منفرداً لا يستطيع مواجهة الغرب القذر الذي يحارب جنب الكيان في كل حروبه.
ولكن الطلب من الأردن بأن يحارب وحيداً كل هذه الأساطيل والجيوش يعتبر دعوة للانتحار في ظل الشلل التام الذي أصاب النظام العربي الرسمي والشعبي معاً، وأن ذلك بالنتيجة سيضر بفلسطين وأهلها بنفس درجة الضرر الذي سيصيب الأردن.
وكم كنت أتمنى على وسائل الإعلام الأردنية الرسمية وغير الرسمية، والمؤثرين الأردنيين على وسائل التواصل بأن يوضحوا لأشقائنا العرب هذه المعطيات بخطاب عقلاني هادئ كي يكفونا شر المناكفات والتعليقات التي لا تنتهي من المسيئين والمشككين والمتربصين بالأردن وعروبته وشعبه العظيم.