علاقه ارهاق العمل بلا حدود والصحه…

صوت الحق -
بقلم: د. جمال الدباس
الإرهاق في العمل ليس مجرد تعب عابر.
بل تآكل بطيء في الروح… يبدأ بصمت، ثم يتمادى حتى يصبح النهوض من الفراش عبء كأنه صعود جبل.
فمتى نلتفت إلى صحتنا؟..
في آخر تحديث بتاريخ 17 تموز 2025، نشرت مجلة Medscape الطبية مقالًا هامًا سلطت فيه الضوء على موضوع الإرهاق المهني وتأثيره العميق على الصحة النفسية والجسدية
منظمة الصحة العالمية سمّت هذا رسميا: متلازمة الإرهاق المهني.
لكننا، في عالمنا، ما زلنا نُبارك التعب ونصفّق للمنهك… كأن الاستنزاف صار فضيلة!
لا. ليس من الطبيعي أن نستيقظ كل يوم منهكين.
ولا من الحكمة أن نعتاد كبت الشكوى، ونخجل من قول "تعبت”.
نحن نعيش في مجتمعات تربي أبناءها على الصبر، لكنها لا تعلّمهم أن الاستراحة ضرورة، لا ضعف.
أن من يعطي كثيرًا… يستحق أن يُعطى.
أن الطبيب، والمعلّم، والعامل، والأم… لا يعيشون على البطاريات.
هم بشر، لهم نبض… يرتجف أحيانًا.
فلنمنح بعضنا بعضًا مساحة لنتنفس
لنسأل زملاءنا بصدق: كيفك اليوم؟ نايم منيح؟
لنتوقف عن تمجيد الإرهاق وكأنه وسام شرف
ولنصنع بيئات عمل نزيهة، رحيمة، تُراعي الإنسان لا الآلة
أحد الرياضيين قال:
"قررت الاعتزال عندما رأيت طفلي يدفعني على كرسي متحرّك… عرفت أنني تجاوزت كل شيء.”
لا نريد أن نصل إلى تلك اللحظة.
لا نريد أن ننتظر الانهيار حتى نقول "كفى”.
من يسهر لأجل الآخرين… لا بد أن يجد من يسهر عليه.
والكلمة الطيّبة أحيانًا… أقوى من كل العقاقير.
ارسل هذه الكلمات لمن تحب.
قد تكون جرعة راحه وبداية إنقاذ.