دور الإعلام الأردني في تطوي مستوى الوعي الثقافي

{title}
صوت الحق -
بقلم: د. عماد الجراح

....يُعد الإعلام الوطني، الرسمي والخاص، من أهم أدوات تشكيل الوعي المجتمعي، وتعزيز الانتماء، وترسيخ الهوية الوطنية. وفي ظل تزايد التحديات السياسية والاجتماعية التي يشهدها الأردن، بات دور الإعلام أكثر أهمية من أي وقت مضى، خصوصًا في مواجهة حالة التباين والضبابية التي يعيشها المواطن العادي نتيجة تعدد وجهات النظر وتناقضها بين النخب السياسية.
....لقد استغلت بعض الجهات الحزبية والفكرية المتطرفة هذا التباين، لتسويق أجنداتها الظلامية بين فئات من الشباب، محاولة بث الشك في مؤسسات الدولة، والنيل من مكانة الأردن الإقليمية ودوره القومي، وعلى رأسها موقفه الثابت من القضية الفلسطينية. وقد وفرت لهم منصات التواصل ساحة رحبة لترويج أفكارهم، في ظل غياب إعلام وطني فاعل قادر على التصدي لهذه الحملات وتحصين المجتمع ضدها.
....إن الإعلام الوطني ليس مجرد ناقل للأخبار، بل هو خط الدفاع الأول عن وحدة الوطن واستقراره. ومن هنا؛ فإن مسؤوليته تتجسد في رفع مستوى الوعي السياسي والثقافي لدى المواطن، وتعزيز فهمه للقضايا الوطنية والإقليمية، وتمكينه من التمييز بين المعلومة الموثوقة والدعاية المضللة.
ولكي يؤدي الإعلام الأردني دوره على أكمل وجه، لا بد من:

الارتقاء بالمحتوى الإعلامي: من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة، وتقديم المواد بأساليب جذابة تُشجع المواطن على التفاعل الإيجابي.

إشراك الكفاءات الوطنية: من أصحاب الخبرة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لشرح القضايا بموضوعية وبلغة يفهمها المواطن البسيط.

تأهيل الكوادر الإعلامية: عبر دورات متقدمة وورش عمل تُنمي مهاراتهم الفكرية والمهنية، وتُؤهلهم لإنتاج برامج تثقيفية فعالة.

تعزيز الثقافة السياسية: عبر برامج حوارية وندوات تُرسخ الوعي الدستوري، وتُعرف المواطن بحقوقه وواجباته ضمن منظومة وطنية جامعة.

تقليص الفجوة مع المواطن: من خلال فتح المجال للمشاركة الشعبية، والاستماع إلى آراء الناس وتطلعاتهم، ما يُرسخ مفهوم الحوار البنّاء وقبول الرأي الآخر.
.....إن الإعلام الأردني مدعو اليوم للقيام بدور وطني حاسم في بناء وعي ثقافي ناضج، قادر على حماية العقول من التطرف، وصون الانتماء، وتعزيز مكانة الأردن كركيزة استقرار في محيطه العربي والإسلامي.
تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS